Wednesday, April 25, 2018

‎لم يكتف بالمصافحة بل قابله بالعناق- ترمب يستقبل ماكرون كصديق.. تفاصيل المهمة الصعبة التي يحملها الرئيس الفرنسي وتهم العالم

عربي بوست، أ ف ب

بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الإثنين 23 أبريل/نيسان 2018، زيارةً إلى الولايات المتحدة، وتستغرق 3 أيام من البيت الأبيض، حيث يختبر ما إذا كانت علاقة الصداقة والود التي تجمعه بنظيره الأميركي دونالد ترمب قادرة على إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، وتجنُّب حرب تجارية عبر الأطلسي.

وقبل توجهه إلى البيت الأبيض زار ماكرون مع زوجته بريجيت نصب لينكولن الشهير، المقام تكريماً للرئيس الأميركي السادس عشر. ولوح الرئيس الفرنسي خلال هذه الزيارة بيده لعدد من الأشخاص الذين قدموا لتحيته، كما تمكَّن من مصافحة بعضهم، وأخذ صور سلفي معهم.

وبعد وصفه في تصريح مقتضب بالإنكليزية عند نزوله من الطائرة زيارته للولايات المتحدة بأنها “مهمة جداً”، وصل ماكرون إلى الجناح الغربي في البيت الأبيض قادماً من ساحة لافايات المزينة بالأعلام الفرنسية، والتي تحمل اسم جنرال فرنسي شارك في حرب الولايات المتحدة لنيل استقلالها.

واستقبل ترمب وزوجته ميلانيا ماكرون وزوجته بحفاوة، عند مدخل البيت الأبيض، وتبادل الرئيسان القبلات بعد المصافحة.

وهذه الحفاوة التي تهدف إلى تأكيد “صداقة” ترمب وماكرون تتباين بشكل صارخ مع زيارة العمل التي قامت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى واشنطن قبل أسبوع، ودامت يوماً واحداً فقط.

لكن بعيداً عن التحية بـ21 طلقة، والمأدبة التي سيُقيمها ترمب لضيفه، ستكون هذه الصداقة بين الرجلين على المحكِّ عند الدخول في صلب المحادثات خلال اليومين المقبلين، بسبب الخلافات المعلنة بينهما بشأن ملفات عدة.

فالرئيس ترمب لا يملك شعبية في فرنسا، وماكرون كغيره من زعماء العالم مثل شينزو ابي وتيريزا ماي يرزحون تحت ضغط شديد من قبل ناخبيهم، لإظهار الفائدة التي يمكن أن تعود من التودد إلى الرئيس الجمهوري البالغ 71 عاماً.

وبين أمسية الإثنين التي قضاها ترمب مع ضيفه ماكرون في ماونت فيرنون، مقر إقامة جورج واشنطن، أول رئيس أميركي، واجتماعات العمل المقررة الثلاثاء، هناك مهلتان نهائيتان تستحقان، في شهر مايو/أيار، وتملكان إمكانية الإضرار بالعلاقة الحالية الهشة عبر الأطلسي.

 الحرب “ضد الجميع.. لن تعطي نتيجة”

فالرسوم التي فرضها ترمب على صناعة الصلب الأوروبية سوف يدخل تطبيقها حيز التنفيذ، في الأول من مايو/أيار، وفي حال رفض الرئيس الأميركي التوقيع على تنازل ما هناك مخاوف حقيقية من حصول حرب تجارية شاملة.

وفي هذه الأثناء تعمل فرنسا ودول أوروبية أخرى أيضاً على إنقاذ اتفاق نووي معقّد مع إيران، يهدد ترمب بتقويضه في حال رفض إسقاط عقوبات ضد طهران بحلول 12 مايو/أيار كمهلة قصوى.

وفي حال انسحاب ترمب من الاتفاق وإنهائه فإن إيران تقول إنها جاهزة لإعادة إطلاق برنامجها النووي، الذي يعتقد الغرب أنه مصمم لإنتاج قنبلة نووية.

ويعتبر المسؤولون الأوروبيون أن مطلب ترمب إعادة دراسة الاتفاق أمر مستحيل، وهم يحاولون إزالة مخاوفه حول تجارب إيران الصاروخية، وعمليات تفتيش منشآتها النووية، وسلوك النظام الإيراني في المنطقة.

وهناك إحباط آخذ بالتنامي في عواصم أوروبية، تعتقد بأن عناد ترمب حول الاتفاق الذي أبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما يحوّل الانتباه بعيداً عن قضايا ضاغطة أخرى في المنطقة.

وفي مقابلة أذيعت عشية وصوله إلى واشنطن، استخدم ماكرون قناة “فوكس” المفضلة لدى ترمب لعرض وجهة نظره.

وقال ماكرون “إذا قمت بشن حرب ضد الجميع (…) حرب تجارية ضد أوروبا، وحرب في سوريا، وحرب ضد ايران، فإن هذا لن يعطي نتيجة. أنت تحتاج إلى حلفاء. ونحن هؤلاء الحلفاء”

وسيكون ماكرون حريصاً على تهدئة رغبة ترمب بانسحاب سريع للقوات الأميركية من سوريا، وسط تعاون بين الجانبين في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وهجمات منسقة ضد منشآت الأسلحة الكيميائية التي تتهم دمشق باستخدامها.

وقال ماكرون “أعتقد أن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة مهم جداً”.

وأضاف “لماذا؟ سأكون صريحاً جداً. ففي اليوم الذي ننتهي فيه من هذه الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وإذا ما غادرنا بشكل كامل وأكيد، حتى من وجهة نظر سياسية، فسوف نترك الأرض للنظام الإيراني ولبشار الأسد”.

“الآن سنعمل معاً”

يحرص البلدان في العلن على تأكيد علاقتهما التاريخية، ويستذكران أن فرنسا كانت الحليف الأول للثوريين الأميركيين الذين حاربوا من أجل الاستقلال.

وقد أحضر ماكرون معه غرسة سنديان زرعها مع ترمب في حديقة البيت الأبيض كرمز للصداقة.

وقد أحضرت الغرسة الصغيرة من غابة في شمالي فرنسا، قتل فيها أكثر من ألفي جندي أميركي من المارينز، خلال الحرب العالمية الثانية، في معارك ضد الجيش الألماني النازي.

وزار الرئيسان المكتب البيضاوي وقد بدا عليهما الارتياح قبل التوجه إلى ماونت فيرنون.

وعلى الصعيد الشخصي، وبالرغم من الاختلافات الحادة في الخلفية السياسية والسن وأسلوب الحياة، يبدو أن ترمب وماكرون قد تمكنا من إقامة رابط قوي كزعيمين وصلا إلى السلطة من خارج المؤسسات التقليدية.

وقال ماكرون لفوكس نيوز “لدينا علاقة خاصة جداً، ربما لأننا من خارج النظام” التقليدي.

وعندما سئل عن لقائهما الأول والمصافحة الشهيرة بينهما التي دامت لست ثوان خلال قمة لحلف شمال الأطلسي، في مايو/أيار الماضي، اعترف ماكرون أنها كانت “لحظة مباشرة جداً وواضحة”.

وقال “وأيضاً لحظة ودودة جداً”، مضيفاً “كانت تعني الآن سوف نبدأ بالعمل معاً”.

والأربعاء سيستعرض الرئيس الفرنسي مهارته في اللغة الإنكليزية، وهو أمر نادر بالنسبة إلى الرؤساء الفرنسيين في خطاب يلقيه أمام الكونغرس.

 



from اخبار دولية – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2Hw0N6c
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل