

كتبت إيفانا الخوري:
في بيان أقصر من الفترات التي شهدت تعطيلًا قاتلًا، لخّص مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ما حصل في آخر لقاء جمع بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري تحت سقف واحد.
وفي وقت يغلي فيه الشارع على فوهة بركان ويحتاج فقط لـ “شرقوطة” صغيرة، تجاوزت بعبدا في بيانها الحركة على الأرض معلنة عن استعداد عون للدعوة لاستشارات نيابية في القريب العاجل.
إلّا أنّ المطلعين يرون في ما حصل مع الحريري تجاوزا للإرادة النيابية، ومن هنا يعوّل البعض على مقاطعة هذه الاستشارات من قبل “المعارضة”.
وفي هذا السياق، أكدّ أمين سرّ تكتل “الجمهورية القوية”، النائب السابق فادي كرم أنّ اجتماعات التكتل باتت مفتوحة نظرا للأوضاع الاستثنائية.
مشددا على أنّ الدعوة للاستقالة من مجلس النواب ما زالت على الطاولة والمطلوب هو استقالة الكتل التي تفقد هذا المجلس ميثاقيته وبالتالي متى حصل ذلك فسيكون الخيار الأول هو استقالة “القوات اللّبنانية” والذهاب نحو انتخابات نيابية مبكرة.
ولأنّ الأجواء ما زالت ضبابية، فقد لفت كرم إلى أنّ في حال لم تقدم الكتل على الاستقالة فسيشارك التكتل في الاستشارات النيابية الملزمة من باب احترام القانون والدستور. أمّا عن طبيعة الإسم، فشدد على أنّ القرار يتخذه التكتل في اجتماعه الذي سيعقد متى حدد عون موعد الاستشارات، إلّا أنّ المبدأ يبقى ثابتا: على الاسم الذي سيرشح أن يكون اختصاصيا ومن خارج المنظومة الحاكمة.
أمّا على خط الحزب التقدمي الاشتراكي، فما زالت الأمور بانتظار ما سيصدر عن الحريري في مقابلته المرتقبة مساء حتى يُبنى على الشيء مقتضاه، وفقا لما أكده عضو اللّقاء الديموقراطي بلال عبد اللّه في حديثه لـ “السياسة”.
وإن كان عبد الله يرى أننا الآن في المجهول ومع اعتذار الحريري سنتجه وللأسف إلى الانفجار الكبير، إلّا أنه يلوّح بورقة التسوية التي كان قد طرحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط. معتبرا أنّ لو أنّ عون والحريري يقرآن جيدا مبادئ التسوية لما كنا وصلنا إلى هنا الآن.
ترقب الاشتراكي يلتقي مع حركة أمل، حيث أكدّ عضو كتلة “التنمية والتحرير”، النائب فادي علامة انه من المبكر الحديث عن المشاركة في الاستشارات النيابية المقبلة، لأننا ما زلنا نعيش تداعيات اعتذار الحريري. وقد تتأخر بعبدا أساسا على تحديد موعد للاستشارات، لأنّ ذلك سيرتبط بالسرعة التي يمكن الوصول فيها إلى اسم بديل.
وفي حديثه لـ “السياسة”، أكدّ علامة أنّ الأمور كلّها رهن مقابلة الحريري مساء وهو من سيحدد ما إذا كان سيغطي الإسم الذي سيأتي بعده أم لا، لكنّ الأكيد أنّ البلاد تحتاج لحكومة سريعا.
وفي الاستشارات المقبلة، قد تكون مشاركة حزب اللّه والتيار الوطني الحرّ فقط المضمونة حتى الساعة، إلّا أنّ الأمور تبقى رهن تطورات الساعة المقبلة.
إذا، ربح الحريري جولته الأخيرة على الصعيد الانتخابي وما سيصدر في مقابلته المرتقبة مساء اليوم سيحدد المسار الذي ستسلكه البلاد في الفترات المقبلة.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع.
The post بعبدا تستعد للاستشارات والكتل تنتظر موقف الحريري! appeared first on وكالة نيوز.
from وكالة نيوز https://ift.tt/2TfgHgH
via IFTTT
0 comments: