Friday, June 19, 2020

“السان جورج”… بين فكَيّ شورى الدولة وسوليدير

“ليبانون ديبايت”

يبدو أن الصراع المزمن بين فندق السان جورج ومالكه فادي عبدالله الخوري من جهة وشركة “سوليدير” من جهة اخرى، سيبقى مفتوحاً بعد مرور اربعة عقود على الملف.

السان جورج الذي نال حصة كبيرة من تفجير 14 شباط 2005 الذي أودى بحياة رئيس الحكومة رفيق الحريري وأدّى الى حفرة ضخمة مقابل الفندق، إلا أن الحكومة لم تعوّض عن شيء من الخسائر، فيما عُوّضت خسائر كل المؤسسات والفنادق الموجودة في المنطقة المحاذية لموقع الانفجار.
بدأت مشكلة السان جورج مع شركة سوليدير في عام 1993 حين حاولت الشركة التوسع خارج النطاق الذي حدده قانون إنشاء الشركة الصادر في عام 1992 بالرغم من وجود العديد من الخرائط والكتب والمراسيم التي تؤكد أن حدود أعمال شركة سوليدير لا تتخطى اليابسة الى البحر.

في منتصف التسعينيات طلبت إدارة السان جورج من الحكومة إصدار مرسوم لهدم المبنى وإعادة تشييده، إلا أن مماحكات الحكومة أدّت الى توجه خوري الى بلدية بيروت لطلب إذن بترميم مبنى الفندق صدر المرسوم بعد سنة من إغفاله، وهو يسمح بهدم السان جورج وإعادة إعماره على أساس أن يتكوّن الفندق من ستة طوابق للغرف بدل الطوابق الأربعة الموجودة وفق مخطط هندسي جديد، على ألا يزيد ارتفاع المبنى عن الارتفاع الحالي، وسمح المرسوم بأن يكون للفندق مارينا لليخوت. ولكن تم الغاؤه فيما يعد بسبب رفض فادي خوري التنازل عن المارينا لصالح سوليدير. وهكذا تم تطويق السان جورج من جهة البحر ومنعه من استعمال المياه.

بعد هذه السنين لا يزال السان جورج محاصراً بسوليدير وبسلسلة دعاوى عالقة بين الجانبين أمام مجلس شورى الدولة. فقد تقدم مالك الفندق على مدى الاعوام الخمس والعشرين الماضية بعشرات المراجعات طعناً بالمراسيم التي تم تفصيلها على قياس سوليدير لتحقيق مصالحها في السيطرة على الواجهة البحرية. وهذه المراجعات القضائية التي تعد بالعشرات ما تزال باغلبيتها عالقة امام مجلس شورى الدولة الذي لم يفصل الا بعدد قليل منها وكانت النتيجة فيها لصالح سوليدير طبعاً.

ومؤخرا بتاريخ 4/2/2020 تقدم مالك فندق السان جورج فادي الخوري بشكوى الى رئيس مجلس شورى الدولة الحالي القاضي فادي الياس وذلك للفت نظره الى الظلم المزمن اللاحق بالسان جورج من جراء عدم البت بالدعاوى المقامة ضد سوليدير ومن الانحياز لصالحها واصدار الاحكام بما يناسبها. وبدلاً من حصول تغيير ايجابي في المسار القضائي اخذت تظهر مؤشرات سلبية جديدة تنم عن استمرار الانحياز لسوليدير من خلال صدور تقارير المقرر في ثلاث مراجعات وقد اقترح فيها رد تلك المراجعات بحجة ان السان جورج لا تتوفر الصفة والمصلحة للادعاء والطعن بالمراسيم التي شرعت سيطرة سوليدير على واجهته البحرية.

الحرب بين الحق والباطل مستمرة اذن في هذه القضية واذا كانت قوى السلطة قد ناصرت سوليدير على مدى العقود الثلاثة الماضية، غير ان تواطؤاً من هذا النوع لن يمر اليوم. وقد ينسى البعض ولكن لا بد من التذكير ان القديس جاورجيوس او مار جرجس قد هزم تنين الشرّ في هذا المكان كما تقول الرواية.



from وكالة نيوز https://ift.tt/3hKnAxE
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل