Saturday, June 13, 2020

“ترويكا” بقيادةِ برِّي: لا للحلول…

“ليبانون ديبايت” – صفاء درويش

منذ ما قبل الإنتخابات الرئاسية عام 2016 لم تَسِر معظم الملفات على هوى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. عرفه حلفاؤه وأخصامه بصمّام الأمان الذي سعى للعبِ دورٍ وسطي توفيقي عند كل المفترقات، لا سيّما تلك التي كانت لتوقع البلد في المهوار، ونجح في معظمها.

صمّام الأمان لم يكن أبو ملحم أبدًا، بل كان شريكًا لحلفائه في التعقيد أحيانًا وشريكًا لحلفائه وأخصامه في الحلول في بعض الأحيان. حافظ على إلتصاقه المتين بحزب الله وكذلك على حلفه الإستراتيجي برئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط. أظهر أداؤه في أكثر من مناسبة عدم رضاه عن موقف الحزب في مقاربة الملفات، بينما الحزب الذي يمتعض من عدد من مواقف حليف الحاجة والضرورة لا يُظهر هذا الإمتعاض بالجرأة نفسها. العلاقة مع الرئيس عون والتيار الوطني كانت إحدى أبرز هذه الخلافات الظاهرة، فيما لم يخرج أبدًا إلى العلن أي تباين لجهة تفاصيل العلاقة مع سوريا ومقاربة ملف محاربة الإرهاب فيها، فيما همست بعض الأصوات التي أُخفتت على عجل. اليوم، لم يُصب هذا الحلف بإنتكاسة، وليس هناك أي قرار بضربه وزعزعته، ولكن هناك تمايزًا جديدًا بدأ بالولوج إلى المشهد؛ الموقف من حكومة حسان دياب والنظرة إلى حل الأزمة الإقتصادية.

لم تكن أحداث ليل الخميس الجمعة عابرة. لقد كانت مجموعة من الرسائل في وجهات عدة. حتّى أن البعض استغل الإرتفاع الجنوني لسعر صرف العملة كي يجري اختبارات على شوارعه. يكشف مصدر متابع لتطورات الساعات الأخيرة، أن درجة التنسيق بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط وصلت إلى أعلى درجاتها. يعتبر المصدر أن الحلف الثلاثي القديم الجديد ينطلق في تقاربه هذا من نظرة إلى الواقع السياسي التي تشي بضرورة اسقاط الحكومة الحالية وتشكيل أخرى برئاسة شخصية يزكّيها الحريري وتنال رضا الشارع السني.

هذه المعلومات لا تتعارض مع موقف بري غير المطمئن للرئيس حسان دياب منذ تسميته وحتى الربع ساعة الأخيرة من تشكيله الحكومة، وكذلك من أداء بري في الجلسة التشريعية في الأونيسكو والتي لعب بها دور أزعج عدد من مكوّنات الحكومة وأبرزهم حزب الله والتيار الوطني الحر. كلام المصدر يتقاطع مع معلومات أمنية تؤكد قيام مجموعات قريبة من حركة أمل بالتحرّك في عدد من مناطق العاصمة والجنوب، بهدف التصعيد انطلاقًا من شعارات مطلبية ومعيشية واقعية.

في الإطار عينه، يرى المصدر قيادة بري لـ “الترويكا” برزت بشكل أكبر في رفض بري ووزراء حركة أمل في الحكومة إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ورغم ما ساد في الأجواء عن تخوّف بري من عقوبات أميركية تطال لبنان في حال إقصاء أحد رجال الولايات المتحدة الإقتصاديين، إلّا أن هذا الموقف قد أزعج حزب الله مجدّدًا، كون موقف حليفه الإستراتيجي بات يشكّل عائقًا فعليًا أمام اتخاذ خطوات تغييرية في ملفي الإقتصاد ومكافحة الفساد، وهو بالطبع الأمر الذي لا يرى الحزب أي مصلحة في إعلانه أو نقاشه.

يبدو أن مساعي “الترويكا” لإسقاط الحكومة لم تصل خواتيمها السعيدة في الساعات الماضية، رغم نفي أجواء حركة أمل نيّة الحركة اسقاط حسان دياب. يصوّر المصدر المشهد بما يلي: ليس الهدف اسقاط حكومة والإتيان بشبيهة لها مطعّمة بأفرقاء جدد ورئيس يُرضي المجتمع الدولي أكثر، بل أن الهدف هو اسقاط عهد الرئيس ميشال عون في ضربة قاضية.

بالطبع، لن يقف حزب الله هذه المرة متفرجًا، وحنكة رئيس المجلس النيابي لن تدفعه إلى المجاهرة بما ليس مضمون النتائج، بل على العكس، فإن محاولة اسقاط الحكومة يدخل بعدها لبنان بفراغ طويل قد يستمر حتى نهاية العهد هي الطريقة المثلى لذلك. حزب الله من جانبه، والذي يرى فكرة التكنوقراط ذات التسمية السياسية فشلت، يعلم جيدًا أنّ حلفاء حليفه لا يضمرون الخير له، ولو سعى هو لأفضل العلاقات معهم.

فما هو سبيل “الترويكا” الجديدة لإسقاط الحكومة؟ وهل سيتجه حزب الله إلى الساحات ليتماهى مع وجع جمهوره المعيشي فيغض السمع عن أصوات تهاجم حلفاءه؟ الأكيد أن تمايزًا حقيقيًا حصل بين الرئيس نبيه بري وقيادة الحزب، فهل سينجح بري بفرض مخططه أم أن مداراة الحزب للجميع ستزيد من عمر حكومة حسان دياب؟

الجواب خلال الأسابيع المقبلة…



from وكالة نيوز https://ift.tt/2MYhThH
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل