Monday, May 7, 2018

اسرائيل تتهم الامم المتحدة والعالم بدعم ايران


بعد توطئة استمرت ساعات محدودة، فجّر رئيس الوزراء ال​اسرائيل​ي ​بنيامين نتانياهو​ “قنبلته النووية” التي كان وعد بالكشف عنها، وهي اتهامه ل​ايران​ بأنها كانت تحضّر بناء سلاح نووي واقامة تجارب نووية قبل التوصل الى اتفاق مع دول العالم حول ملفها النووي.

اللافت في الموضوع ان الاتهام اتى -وفق نتانياهو- مدعماً بأدلة غير قابلة للشك ووثائق واقراص مدمجة تشير الى ان كلامه نابع من معلومات استخباراتية دقيقة. ولكن كلامه اتى بمثابة الصاعقة على العديد من دول العالم وبالتحديد على ​الوكالة الدولية للطاقة الذرية​، لسبب بسيط وهو انه يحمل تشكيكاً بكل من قرر معارضته. وفيما كانت الولايات المتحدة الوحيدة التي دعمت رئيس الوزراء الاسرائيلي في ما قاله، انتفضت الدول الاوروبية والوكالة الدولية للدفاع عن اسمها، اذ ليس من المنطقي التشكيك بنواياها، فالدول معنية بالاتفاق، والوكالة تصدر البيان تلو الآخر حول تجاوب وتعاون ايران معها لتطبيق بنود الاتفاق، كما انها قامت بما عليها قبل توقيعه للتأكد من ان طهران لم تخف اي محاولات سابقة من شأنها تهديده.

إن ما قام به نتانياهو وضع اوروبا والادارة الاميركية السابقة والوكالة الدولية في قفص الاتهام، ولو انه اعتبر ان ايران أحاطت معلوماتها بقدر كبير من السرية، وكان الرد سريعاً بابتعاد الاوروبيين عن المعطيات الاسرائيلية وببيان اقرب الى “تكذيب” صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول معلومات اسرائيل. اعتبر الاوروبيون، و​فرنسا​ خصوصاً، ان هذه الخطوة الاسرائيلية اتت بمثابة تقويض للجهود التي قام بها منذ ايام الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ ان في الولايات المتحدة الاميركية او من خلال الاتصال الذي جرى بينه وبين الرئيس الايراني ​حسن روحاني​، للوصول الى نقاط مشتركة تبعد امكان تنامي الخلاف بين واشنطن وطهران وبلوغه نقطة اللاعودة. وكان الرد الاوروبي واضحاً بالتالي في زيادة التمسك ب​الاتفاق النووي​، وابلاغ اسرائيل ان ما لم تنجح به قبل توقيع الاتفاق النووي، لن يُكتب له النجاح بعد ان اصبح الاتفاق سارياً.

من جهة ثانية، تأتي “مفاجأة” نتانياهو في وقت يتصاعد الضغط السياسي والدبلوماسي على ايران، والحديث الدولي عن قرب اندلاع مواجهة اسرائيلية-ايرانية، ووسط مساعٍ لرئيس الوزراء الاسرائيلي لتعزيز قوته في الداخل الاسرائيلي من جديد، كل ذلك بالتزامن مع ترويج اميركي لخطة سلام مرتقبة في الاشهر المقبلة…

كل هذه المعطيات تفيد إما باقتراب فعلي للمواجهة، وهي لن تكون سهلة وستدفع بالقوى الكبرى للتدخل بشكل جدي، او باعتماد سياسة تكبير الحجر من اجل الوصول الى حل يرضي الجميع، على غرار ما حصل مع ​كوريا الشمالية​، بحيث قد يعتبر نتانياهو نفسه خليفة الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ في هذا المجال الذي رأى ان سياسته هي التي ادت الى فتح بوابة السلام بين الكوريتين.

وعملياً، فإن ما اعلن عنه نتانياهو، واذا سلّمنا جدلاً انه صحيح، يضع ايران في موقف افضل، بحيث انه يمكنها القول انها لا تتحضر لتصنيع سلاح نووي، بل غيّرت نهجها بفضل الاتفاق مع دول الغرب -وفق ما تقوم به بيونغ يانغ حاليا- وهو نقطة دعم للادارة الاميركية السابقة واوروبا بأن المسار الذي اتبعاه كان ناجحاً وحقق الغاية التي وضع من اجلها، اما تغييره فسيحتاج الى هدف جديد يقنع الاطراف كلها.

قد تؤيد واشنطن كلام نتانياهو، وقد تعمد الى الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، ولكن المؤكد ان الانقسام كبير وان التعويض على ايران سيكون من خلال القارة الاوروبية التي ستلقي بثقلها في سبيل ابقاء “الستاتيكو” على ما هو عليه، أقلّه حتى تغيير الادارة الاميركية او حصول تطور ما في الولايات المتحدة من شأنه اعادة النظر بقرارات ترامب الاخيرة.



from اخبار دولية – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2KHd6yB
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل