إستبعدت مصادر ديبلوماسية عربية غير خليجية تعمل في لبنان منذ سنتين نشوب حرب شاملة في المنطقة في ضوء التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، معربة عن إعتقادها أن أقصى ما يمكن أن يحصل هو تكرار سيناريو دأبت تل ابيب عليه منذ فترة، وهو توجيه ضربات محدّدة وخاطفة داخل العمق السوري.
ولم تتوقع هذه المصادر قيام إيران بردّة فعل في إنتظار ما ستسفر عنه خطوة الرئيس الأميركي لجهة عزمه على الإنسحاب من الإتفاق النووي، وفي ضوء ردود الفعل الدولية على زيارته للقدس وإفتتاح سفارة بلاده فيها.
وفي إعتقاد هذه المصادر أن “حزب الله” هو من بين أكثر الجهات المستفيدة من الإستقرار في المنطقة، وهو لن يسعى إلى المبادرة بإطلاق الطلقة الأولى، ولكنه في الوقت نفسه لن يقف مكتوف الأيدي في حال تعرّضت إيران أو لبنان لأي إعتداء مباشر من قبل إسرائيل.
وتقول هذه المصادر في معرض تقييمها للوضع اللبناني الداخلي أن لبنان، الذي يتهيأ لإنتخابات نيابية بعد ثلاثة ايام، سيدخل في مرحلة من المراوحة السياسية في إنتظار ما تسفر عنه التحركات الدولية والإقليمية في المنطقة، وبعد تحديد خطوط الإشتباك في سوريا.
وترى هذه المصادر أن الوضع الإقتصادي اللبناني، الذي يسجل تراجعًا سنة بعد سنة، هو أكثر ما يقلق المسؤولين اللبنانيين وأصدقاءهم العرب والغربيين، الذين كانت لهم مساهمات متقدمة في مجال مدّ يد المساعدة للبنانيين من خلال مؤتمر “سيدر”، بهدف خلق دينامية جديدة وإيجاد فرص عمل متاحة أمام الشباب اللبناني، الذي ينتخب نوابه للمرة الأولى على أساس النسبية، وهي صيغة متقدمة في الحياة الديمقراطية.
وفي رأي هذه المصادر أن لبنان قادر، بما لديه من طاقات على مستوى الخبرات العلمية، على أن يستعيد دوره الريادي في مختلف المجالات، شرط إلتزامه بما فرضه عليه المجتمع الدولي من حتمية قيام السلطة فيه بإصلاحات إدارية ومالية تمكّنه من تجاوز مشاكله الإقتصادية الكثيرة، بعد أن يضع حدًّا للفساد الذي تجمع كل القيادات السياسية على ضرورة مكافحته.
ولم تخفِ هذه المصادر إستغرابها لهذا الإجماع المفاجيء على محاربة الفساد، وهو كان مادة دسمة في الحملات الإنتخابية، لافتة إلى أن معظم القيادات التي تدعو إلى وضع حدّ للفساد المستشري، ومن بينهم أخيرًا “حزب الله”، كانت مشاركة بشكل أو بأخر في السلطة، وهي بالتالي تُعتبر مسؤولة إلى حدّ كبير عن حال التسيب التي كان ولا يزال يعيشها لبنان، وذلك نظرًا إلى إستفادة معظم هذه القيادات من نتائج هذا التفلت وعدم الإلتزام بالقوانين، لأن المشكلة القائمة، كما تراها هذه المصادر، ليست بالنصوص بل بعدم تطبيقها.
ووفق نظرية هذه المصادر فإن تنظيف الدرج يبدأ من فوق وليس بالعكس، ويكفي أن ترفع القيادات السياسية اللبنانية الغطاء عن أي فاسد أو مفسد حتى تستقيم الأمور ويعود لبنان إلى دورته الطبيعية، إداريًا وماليًا.
وفي الخلاصة يُستنتج من مجمل رؤية هذه المصادر أن لبنان مقبل على وضعية جديدة مختلفة عما كانت عليه في السابق، خصوصًا أنه موضوع تحت المجهر الدولي.
اندريه قصاص – لبنان24
from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2HNrpEl
via IFTTT
0 comments: