Saturday, May 5, 2018

حشود عسكرية أميركية في المتوسط: شبح حرب لبنان 1982


مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل في سوريا، وخطورة انتقال أي مواجهة إلى لبنان، تتحرك الولايات المتحدة بخطوات تصعيدية تدل على أن الحرب وشيكة. فقد قامت في نيسان 2018 بنشر واحدة من أكبر قواتها البحرية في المنطقة. وهو تحرك لم يحصل مثيل له منذ غزو العراق عام 2003.

وكشفت مجلة “ذي ناشيونال انترست” الأميركية أن حاملة الطائرات الأميركية العملاقة “يو إس إس هاري إس ترومان”، من فئة نيمتز وسبع سفن حربية وغواصتين، توجّهت إلى منطقة الشرق الأوسط في 11 نيسان. وانضمت إلى طراد مزود بصواريخ موجهة، وثلاث مدمرات بصواريخ موجهة وغواصة هجومية لتشكيل قوة بحرية قوامها 15 سفينة.

تُعيد الحشود العسكرية الأميركية الحالية، وفق المجلة، الذكريات الأليمة لتعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري قبل حرب إسرائيل على لبنان في حزيران 1982. آنذاك، قامت إسرائيل بغزو لبنان لإخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. وتصف المجلة ما جرى بأقسى المعارك في العصر الحديث، لاسيما بعد 14 حزيران إذ بدأ حصار بيروت.

يشبه ما يحدث اليوم، إلى حد كبير، ما حصل عام 1982. فبينما استمرت تل أبيب في تلك المرحلة في ممارسة ضغوط كبيرة على العاصمة اللبنانية، ظهرت مخاوف في واشنطن وحول العالم من احتمال اندلاع حرب إقليمية أوسع، وانخراط سوريا أكثر في المعارك. ورداً على ذلك، عززت إدارة رونالد ريغان وجودها في المنطقة، وأرسلت السفينة الحربية الأميركية “نايتز دي آيزنهاور” التي تعمل بالطاقة النووية من فئة “نيميتز”، ومجموعة قتالها، إلى البحر الأبيض المتوسط. ومع بدء الحرب، انضمت إليها سفينة “جون إف كينيدي”، التي دخلت البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس من المحيط الهندي. وفي 24 حزيران، ساعدت حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور” في إجلاء المواطنين الأميركيين المحاصرين في نزاع لبنان.

في اليوم التالي، تم إرسال فرقة عمل مكونة من 50 سفينة للمتوسط، لإجراء تمرين لحلف الناتو يحمل اسم “ديلي دوبل”، وأُعطيت الأوامر بالإعداد لعمليات إجلاء إضافية، وربما لمحاولات إنقاذ أميركيين اآخرين كانوا ما زالوا في لبنان. وقد جسّد هذا الحشد العسكري، وفق المجلة، واحدة من أعظم تعزيزات القوة الجوية والبحرية في حقبة ما بعد حرب فيتنام. ليتكرر الأمر بعدها بعقود مع نشر مجموعتين قتاليتين حاملتين في المتوسط ​​لغزو العراق في عام 2003، ثم ما يجري من تصعيد اليوم.

لا يمكن قراءة الحشود العسكرية الأميركية الحالية في البحر المتوسط، إلا من منظور استراتيجي. فوفق المجلة كان إرسال أربع مجموعات قتالية إلى المنطقة مهماً من الناحية الاستراتيجية في عام 1982، إذ لم يكن الشرق الأوسط قد أصبح النقطة المحورية في السياسة الخارجية الأميركية. فخلال الحرب الباردة، كان تركيز الولايات المتحدة ينصب على هزيمة حلف وارسو في وسط أوروبا وردع السوفيات في المحيط الهادئ.

منذ السبعينيات من القرن الماضي،وحتى نهاية الحرب الباردة، ركزت الولايات المتحدة ببطء ولكن بثقة أكبر على الاستعداد للصراعات الأصغر والأكثر ترجيحاً على المستوى العالمي، من دون المواجهة الكاملة بين القوى العظمى. نتيجة لذلك، راحت الولايات المتحدة تستعد لمحاربة أعداء آخرين غير الاتحاد السوفياتي. وهي الاستعدادات التي شاهدناها في المواجهات اللاحقة مع ليبيا وإيران والعراق وصربيا وأفغانستان، والآن سوريا. وبينما تدرس الولايات المتحدة إمكانية التدخل بشكل أكبر في الحرب السورية التي تشمل مباشرة قوة روسيا العظمى والقوة الإقليمية لإيران، وقائمة لا نهاية لها من الجهات الفاعلة الأخرى من بينها حزب الله، سينشأ، وفق المجلة، سيناريو يُحتم على الولايات المتحدة اكتشاف وسيلة لشن الحرب ضد كل أنواع الأعداء في وقت واحد. وقد يكون الشرق الأوسط، وليس أوروبا أو آسيا والمحيط الهادئ، حيث ستواجه أميركا وحلفاؤها أكثر التحديات العسكرية تعقيداً.



from أخبار رئيسية – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2jxm2KQ
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل