لا شيء يعلو صوت ضجيج الانتخابات النيابية في لبنان مع اقتراب موعد السادس من أيار. حالة من الترقب سادت أمس في ما يخص اقتراع المغتربين في سفاراتهم بالدول العربية. بيد أن تدني نسبة المسجلين (12615) مرده أن عدداً لا يستهان به من المغتربين سيحط رحاله في لبنان بدءا من مطلع الاسبوع المقبل، طالما أن تذاكر السفر جاهزة وبـ “بلاش”. فالمتمولون الذين انعشوا الكثير من اللوائح في دوائر عدة كـالمتن وزحلة وكسروان وبيروت الأولى والثانية، سيمنحون اللبناني المقيم في الخارج فرصة قضاء إجازة في وطنه من دون تكبّد عناء مصاريف السفر من تذاكر وحجوزات.
انتهت أمس المرحلة الأولى من عملية التصويت في 6 دول عربية (الامارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، قطر، سلطنة عمان، الكويت، مصر) بمشاركة نحو 66 في المئة من أصل 12615 سجلوا اسماءهم طوعيا .
وتعتبر هذه النسبة التي تخطى معدلها الستين، بحسب مصادر متابعة لعمل وزارة الخارجية لـ “لبنان 24″، ممتازة قياساً على المشاركات في مختلف دول العالم، لا سيما أنها المرة الاولى التي تحصل فيها عملية اقتراع للبنانيين المنتشرين في الخارج منذ تاسيس دولة لبنان الكبير العام 1920.
مر نهار الجمعة بسلام، بحسب ما نقلت الشاشة الكبيرة التي وضعت في بهو وزارة الخارجية ونقلت مجريات 32 قلم اقتراع موزعين على الدول العربيّة الستّ. فبلغت نسبة الاقتراع في سلطنة عمان 74,6% وفي الامارات 62.1%، وفي الكويت 69.1%. وفي دبي 61,01 % وفي ابو ظبي 68,2% ما يعني أن النسبة الاجمالية للمقترعين في الامارات العربية المتحدة هي 62.8 في المئة. أما في السعودية فأقفلت صناديق الاقتراع على نسبة 62.4 في المئة، وفي القاهرة على 51 في المئة وفي قطر على 76.53 في المئة.
ويقول الخبير الدستوري الدكتور عادل يمين لـ “لبنان 24’، إن اقتراع المنتشرين في الخارج يشكل إنجازا جديدا من إنجازات عهد الرئيس العماد ميشال عون الكثيرة والتي تحققت في فترة قياسية، وتعتبر نجاحا باهرا للوزير جبران باسيل وللحكومة.
ويرى يمين أن مزايا هذا النجاح متعددة، أولها أن السلطة وعدت ووفت وهو ما من شأنه تعزيز الثقة بالدولة، وثانيها أن لبنان ظهر أمس وسيظهر غدا وكأن حدوده العالم، وثالثها تظهرت الديمقراطية اللبنانية بأبهى حللها أمام الرأي العام العالمي وهو ما سيعزز مكانة لبنان، ورابعها أنها أزالت الرواسب التي علقت بالأذهان من تمديد اول وثان للمجلس وأثبتت عودة الحياة الديمقراطية، وخامسها أنها برهنت قدرة لبنان عندما تتولى الأمر إدارة كفوءة النجاح في عملية تستلزم الكثير من الدقة والمهارات الفنية والتكنولوجية والتنظيمية علمأ بأن الكثير من الدول تتهرب من القيام بها، وسادسها والاهم أنها أثبتت للمنتشرين اهتمام الدولة اللبنانية بهم وحرصها على مشاركتهم في صناعة القرار الوطني وعززت لدى هؤلاء انتماءهم لوطنهم الأم من خلال اسهامهم في تكوين السلطة فيه وسابعها أن الشفافية الكلية التي رافقت العملية من خلال ربط أماكن الاقتراع بكاميرات موصولة بوزارة الخارجية والبث التلفزيوني المباشر الذي واكبها وبقاء الكاميرات مثبتة على الصناديق لحين توضيبها ووضعها في الطائرات واستخدام الحقيبة الدبلوماسية لنقل صناديق الاقتراع المختومة بالشمع الأحمر ومتى فتحت يستحيل اقفاله مجددا ووجود مندوبي اللوائح والإعلاميين خلال كل المراحل وصولا إلى وضع الصناديق في مصرف لبنان في انتظار إنجاز كل المراحل الانتخاببة، من شأنها أن ترفع الثقة بالدولة اللبنانية.
لا يتوقف العونيون عند المخالفات التي سجلتها الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات من منطلق أنها لا تستحق الذكر. العملية بالنسبة اليهم اتسمت بهدوء ونجاج وانتظام. فالخطوة الانتخابية تحققت، وفق العونيين، بفضل باسيل، وهي أشبه بالحدث التاريخي والعرس للديمقراطية اللبنانية، لا سيما انها ستساهم في حفظ كرامة اللبنانيين المنتشرين من جهة وتعزيز نزاهة الانتخابات عبر منع الماكينات الانتخابية من استغلال ظروف بعض العائلات للقيام بشراء تذكرة سفر باسمها من جهة ثانية.
هذه الاشادات البرتقالية التي جيرت الانتصار لرئيس التيار العوني ترفضها احزاب سياسية عدة من منطلق أن إنجاز اقتراع المغتربين لم يكن ليمر لولا حصوله على إجماع القوى السياسية كافة لا سيما الثنائي الشيعي، وبالتالي من غير اللائق مصادرة الفريق العوني ما تحقق.
مشهد يوم أمس تصفه مصادر مقربة من الثنائي الشيعي لـ “لبنان 24” بالفولكلور المخيب على الطريقة التقليدية اللبنانية. فانتخاب 66 في المئة من المسجلين مفاده أن نسبة الـ 34 في المئة تراجعت لاسباب تتصل بمصالحها لاسيما انها تنتمي باغلبيتها إلى الطائفة الشيعية ومؤيدة لحزب الله، وتقيم بدول خليجية مناوئة لسياسة حزب الله. ما حصل سيتكرر غدا في الولايات المتحدة الاميركية على وجه الخصوص، علما أن المصادر نفسها اشارت الى مخالفات حصلت في الكويت مع مناصري حركة أمل، حيث أن عددا من المقترعين عن دائرة صور– الزهراني تعذر عليهم وضع اشارة (صح) في الخانات الملاصقة لاسماء رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائبين ميشال موسى وعلي عسيران لأنها كانت سوداء، وبالتالي اقتصر تصويتهم على وضع إشارة (x) في الخانة الملاصقة لاسم اللائحة.عون.
في حين أن يمين يعتبر ان عقد حزب الله تحالفات متنوعة مع أحزاب آخرى ولا سيما مع حركة أمل وبالتالي انضواء في لوائح مشتركة من شأنه التخفيف كثيرا من المخاطر والاحراج على الناخبين اللبنانيين في تلك الدول.
وعلى حد قول المصادر، فإن اقتراع المغتربين “اشبه بطبخة سم طبخها رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر وارتضى حزب الله اكلها عندما وافق على هذه النقطة . وبالتالي لا يعتبر اقتراع المغتربين، بحسب المصادر، انجازاً، مع تاكيدها أن حزب الله وافق على هذا الامر خلال النقاشات لاعتبارات ذات صلة بالمسيحيين وبالموقف الاخلاقي تجاه رئيس الجمهورية ميشال عون.
from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2r7gYQr
via IFTTT
0 comments: