Thursday, April 26, 2018

‎الرابح من اغتيال الصماد خاسر على المدى البعيد 

القدس العربي –

رأي القدس

Apr 25, 2018

أعلن عبد الملك الحوثي زعيم جماعة «أنصار الله» في اليمن مقتل صالح الصماد رئيس ما يُسمى «المجلس السياسي الأعلى» والرجل الثاني في الجماعة، وحمل «قوى العدوان، وعلى رأسها أمريكا والسعودية، المسؤولية القانونية عن ارتكاب هذه الجريمة الفظيعة وكل التبعات والآثار المترتبة عليها». وكان إعلام «التحالف العربي»، الذي تقوده السعودية ويشن الحرب في اليمن منذ آذار /مارس 2015، قد بثّ مقطع فيديو يصور استهداف موكب في محافظة الحديدة، قيل إن الصماد كان يستقل إحدى سياراته.

اغتيال الصماد يعد ضربة قاصمة للحوثيين، خاصة ذلك الفريق الذي تولى إدارة الملف السياسي خلال الفترة الحرجة التي أعقبت انقلاب الجماعة على السلطة الشرعية في اليمن، والسيطرة على العاصمة صنعاء، في سبتمبر/ أيلول 2014. لقد عمل الصماد مستشاراً سياسياً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قبل أن يدير الحوار الشائك مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ويتمكن من التوصل معه إلى «مخرجات» سياسية أسدت خدمات ثمينة للجناح العسكري للجماعة. كذلك لعب دوراً محورياً في إقرار مبدأ المناصفة مع أنصار صالح عند تشكيل المجلس السياسي، الذي عُهدت إليه إدارة شؤون سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وإدارية واجتماعية عديدة.

ورغم أن الصماد ترأس أول وفد حوثي يزور طهران في آذار/ مارس 2015 بعد منعطف حاسم في تاريخ الجماعة تضمن ما سُمي بـ«الإعلان الدستوري»، فإنه لم يتردد في انتقاد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري حين أعلن الأخير عزم طهران إنشاء قواعد بحرية في اليمن وسوريا، ونصحه أن يعود إلى قراءة تاريخ الفشل الذريع الذي منيت به قوى عظمى حاولت احتلال اليمن. ومن جانب آخر، ظل الصماد مصراً على صيغة المجلس السياسي والانفتاح على أنصار صالح، مختلفاً في هذا مع محمد علي الحوثي ومهدي المشاط اللذين طالبا بتسليم السلطة إلى اللجنة الثورية العليا. ومن هنا أثيرت تقديرات بأن الصماد تعرض للتصفية من داخل الجماعة، بدليل أن نقيضه المشاط هو الذي عُين سريعاً في رئاسة المجلس السياسي.

وإذا صحّ أنّ التحالف هو الذي نفذ العملية بالفعل فإن الربح السياسي من ورائها ليس ضئيلاً ومحدوداً فحسب، بل لعله سيضيف المزيد إلى خسائر التحالف، وخاصة السعودية والإمارات، نظرا لكون الصماد يعد من رجال الحوثي الذين كان يمكن الوصول إلى تفاهمات معه ومن خلاله وبمقتله يخسر التحالف هذه الورقة، ناهيك عن التقارير المطردة عن نية الحوثي القيام بعمليات ثأرية ستزيد اليمنيين نقمة على حرب عبثية تدمر البلد ولا تكاد تنجز تقدماً ملموساً ضد الحوثيين. بالأمس قصف التحالف حفل زفاف في بلدة بني قيس فأودى بحياة 32 مدنياً بينهم أطفال ونساء تواجدوا في مناسبة اجتماعية بريئة، وقبلها في أيلول/ سبتمبر 2015 قتلت غارات التحالف 131 مدنياً في مدينة المخا الساحلية أثناء حفل مماثل، وبعد قرابة سنة سقط 140 قتيلاً خلال غارة استهدفت مجلس عزاء في صنعاء، وكأن شعب اليمن تنقصه مآسي الموت والجوع والتشرد وسوء التغذية والكوليرا.

وأياً كانت مساوئ الصماد أو محاسنه، فإن الطرف الذي اغتاله قد يبدو رابحاً مؤقتاً فقط، ولكنه خاسر على المدى البعيد.

 



from اخبار صحف – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2vU8aD8
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل