

لبنان المأزوم متوقف في طريق مسدود سياسياً ومالياً واقتصادياً. ولا شيء يوحي أن المسؤولين على استعداد لعبور الممر الذي فتحه الرئيس إيمانويل ماكرون باسم فرنسا وأميركا ومجمل المجتمع الدولي.
والسبب كلفة العبور بالإصلاح على مصالحهم الضيقة ومصلحة حاميهم الواسعة، وإن كان بداية إنقاذ لبنان من الانهيار. ولا أحد يعرف إن كانوا في سباق مع الزمن قبل عودة ماكرون إلى بيروت في مئوية لبنان الكبير مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، من دون أن يستعير ثياب الجنرال غورو.
لكن الكل يلاحظ أن الرئيس الفرنسي ينتظر منهم بدء ورشة الإصلاح انطلاقاً من أفكار طرحها واستقاها من مطالب اللبنانيين والمجتمع الدولي، في حين أنهم ينتظرون في سلال فارغة وسط فراغ حكومي ما سيأتي به هو.
ومن الطبيعي في مثل هذه الحال أن ينتظر اللبنانيون شيئاً ما من خارج اللعبة العادية يعيد خلط الأوراق. فهم غاضبون وحزانى وخائفون على حاضرهم ومستقبل أبنائهم. وهم يتصورون أن الستاتيكو الحالي البائس الذي صار خطيراً على قوى في الخارج والداخل سيدفع إلى واحد من سيناريوهين: إما حرب تكسر موازين القوى، وإما صفقة كبيرة في المنطقة تشمل لبنان.
وكلاهما خارج الواقع حالياً. ذلك أن السيناريو الافتراضي للحرب يبدأ من تصعيد استراتيجية “الضغط الأقصى” والعقوبات الأميركية على إيران، بما يقود إلى حرب شاملة بين واشنطن وطهران، ومعها بالطبع حرب بين إسرائيل وحزب الله وحرب عصابات ضد القوات الأميركية في العراق وشرق الفرات في سوريا، أو يقتصر الأمر على حرب في لبنان.
ولا فرق بالنسبة إلى الذين يتصورون السيناريو، سواء بدأت الحرب بقرار أميركي وإسرائيلي أو بقرار إيراني يلعب دوراً في تنفيذه كل من حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والميليشيا التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا.
وهذا في الحسابات الواقعية ليس مرشحاً للحدوث. وإذا كانت الحرب المحصورة في لبنان من الاحتمالات، فإنها بالغة الخطورة على لبنان، إذ هي تؤذي إسرائيل، لكنها تدمر لبنان وتعيده إلى العصر الحجري بحسب تهديدات الجنرالات في إسرائيل من دون أن تنهي السبب الذي قاد إليها.
from وكالة نيوز https://ift.tt/34vg6L3
via IFTTT

0 comments: