“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
شكّل الخطاب الناري لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالأمس، نقطة تحوّل كبرى في المسار السياسي الداخلي والحزبي، بحيث رسم خارطة طريق جديدة لتيار “المستقبل” أولاً، ولتعاطيه السياسي المستقبلي مع باقي الأفرقاء إن لجهة الخصوم أو الحلفاء. فهو للمرة الأولى، رفع سقف خطابه عالياً، لكنه أبقى سقف التصعيد ثابتاً وتحت عنوان “رفض الفتنة” والدفاع عن الإستقرار وحصر الخلافات مع كل الأطراف السياسية، مؤكداً على الدور المحوري لأهل السنّة في لبنان.
وإذا كان الرئيس الحريري، يتّجه نحو خطاب جديد ويرسم خارطة طريق جديدة، فهو توجّه للمرة الأولى في اتجاه شارعه، بحيث سمّى أهل السنّة للإجابة على موجة الإستياء التي سُجّلت على مدى السنوات الماضية على التسوية الرئاسي، معلناً بشكل رسمي سقوطها، وفاتحاً الحرب صراحة ومباشرة مع “رئيس الظلّ” الوزير السابق جبران باسيل، على اعتبار أن الرئيس الحريري يدرك أن رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره أخرجاه من السراي الحكومي، وليس حركة “أمل” و”حزب الله”، إذ كان يردّد أمام زوّاره في الآونة الأخيرة، أن “الثنائي الشيعي” كان أقرب إليه وأصدق من بعض حلفائه.
وفي الخطوط العريضة للسياسة الحريرية المستقبلية، فهي تجلّت في مفردات خطابه، الذي علم أنه كان قد تشاور به مع الثلاثي الوزيرين السابقين باسم السبع وغطاس خوري، ومستشاره هاني حمود، كذلك عبّر الرئيس الحريري، عن متانة علاقته مع زعيم المختارة، انطلاقاً من قناعته بأن زعيم المختارة أبقى أبواب قريطم مفتوحة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو دائماً إلى جانبه مهما سُجّل من تباين في بعض المواقف.
وعلى خط العلاقة مع “القوات اللبنانية”، فلم يقطع زعيم “المستقبل” شعرة معاوية معها، باعتبار أن “القوات” كانت إلى جانبه في الأيام الصعبة، ولا أحد ينسى زيارة الدكتور سمير جعجع إلى دار الفتوى في السابع من أيار من العام 2008. وبالتالي، فهو فتح الباب أمام تسوية بعض الأمور العالقة مع “القوات”، سيما وأن ما يجمعهما من عناوين أساسية يجعل العلاقة بين معراب وبيت الوسط ثابتة، ولا يمكن لبعض التباينات أن تفسد في الودّ قضية، وهنا كان لافتاً دفاعه عن “القوات” والإشتراكي معاً، عندما تحدّث عن محاولات إلغائهما ومنعهما من المشاركة في الحكومات السابقة.
أما بالنسبة لتيار “المستقبل”، فمعلوم أن الرئيس الحريري، ومنذ مغادرته السراي الحكومي، اجتمع بالحلقة الضيقة المحيطة به في العاصمة الفرنسية، وقال لهم أنه ومنذ اليوم سيتفرّغ لتيار “المستقبل”، وسيتابع كل شاردة وواردة في العمل الحزبي، وسيصارح جمهوره ويصحّح المسار، وأنه لن يساير ويهادن أحداً. وكان، وفور عودته إلى بيروت، غاب عن السمع والتقى كوادر “التيار الأزرق” للتشاور في مرحلة ما بعد 14 شباط 2020، لأن ما بعد هذا التاريخ لن يكون كما قبله، حيث ثمة معلومات عن انقلاب جذري سيحصل ضمن البيت المستقبلي، وهناك خطوات ستظهر في فترة ليست ببعيدة، وذلك من خلال التعيينات وتفعيل الإعلام، على أن يتم ذلك بإشراف ومتابعة من الرئيس الحريري شخصياً.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/39G0fsp
via IFTTT
0 comments: