
بعد عودة الرئيس سعد الحريري من إجازته القصيرة تتوقع مصادر سياسية مواكبة لحركة الإتصالات أن تشهد هذه الحركة زخمًا بين “بيت الوسط” وقصر بعبدا، وذلك إستكمالًا لحركة الرئيس نبيه بري الهادفة إلى نزع الألغام من أمام الحكومة قبل أن تنفجر من الداخل، وذلك من خلال التوافق السياسي على مسألة تحويل حادثة قبرشمون على المجلس العدلي أو الإكتفاء بالتحقيق القضائي العادي، الذي يبدو أنه بدأ يتلمس أطراف خيوط هذه الحادثة من خلال التحقيقات الجدية والشفافة بكل مهنية وموضوعية، إستنادًا إلى جملة معطيات بدأت تتكشف تفاصيلها وخلفياتها، وإن كان من المبكر الإفصاح عمّا تم التوصل إليه حتى الآن، لأن هذه التحقيقات تتم بسرية تامة وبتكتم شديد، وذلك من أجل التوصل إلى كشف حقيقة ما حصل، من دون الإفساح في المجال أمام التدخلات السياسية في هذه القضية الحساسة، وهذا ما شدّد عليه رئيس الجمهورية، الذي طالب بتحقيق شفاف وبعيدًا عن المؤثرات السياسية.
وفي إعتقاد بعض الأوساط السياسية أن الرئيس الحريري سيعطي المساعي السياسية من أجل التهدئة أكثر من فرصة، تمامًا كما فعل الثلثاء الماضي عندما عمد وزراء تكتل “لبنان القوي” إلى تعطيل جلسة مجلس الوزراء، إلا أن ذلك لا يعني أنه سيبقى صامتًا إلى أجالٍ غير محدودة، لأن البعض يحلو له تصوير تصرّف رئيس الحكومة على أساس أنه ” أم الصبي”، على غير حقيقته، وهو سيجد نفسه مرغمًا إذا ما تمادى هذا البعض في القفز من فوق الحيطان وضرب إتفاق الطائفوما فيه من توازنات وصلاحيات بعرض الحائط، على كشف كل الأوراق، لأن السكوت في مثل هذه الحالات لن يكون من ذهب.
وقد يكون هذا الحديث سابقًا لآوانه، لأن المساعي التي بدأها الرئيس بري لن تتوقف، وسيكون له إما لقاء أو إتصال بالرئيس الحريري من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح وتصويب البوصلة في الإتجاه القويم، وذلك خشية من أن يؤدي تسارع الأمور إلى نقطة تصبح معها العودة عن الخطأ، أيًّا يكن مصدره، من المستحيلات، على رغم أن رئيس مجلس النواب لم يكن ليقوم بأي مبادرة لو لم يكن على يقين بأن مساعيه لن تذهب أدراج الرياح، وهو الذي تربطه علاقات جيدة مع جميع الإفرقاء، وهو قادر على أن “يمون” على “حزب الله” من أجل التخفيف من وطأة السجالات القائمة على دفتي الخلاف المستجدّ، وذلك بما له من دّالة على النائب طلال إرسلان والوزير السابق وئام وهاب، في مقابل ما يملكه الرئيس بري شخصيًا من أوراق لإقناع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاطبتقديم التسهيلات المطلوبة لقيام الأجهزة القضائية بواجبها المهني من دون تحييز، كمقدمة لا بدّ منها لإتمام مصالحة درزية – درزية يرعاها رئيس الجمهورية، وتأتي تتويجًا للمساعي المبذولة على أكثر من صعيد، خصوصًا أن الرئيس الحريري لا يزال يعمل بروحية عدم “تطيير” الحكومة وعدم إنفجارها من الداخل، بإعتبارها حكومة العهد الأولى وينتظرها الكثير من العمل والإستحقاقات، في حال صمود هدنة “وقف إطلاق النار السياسي”.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/30jLEOD
via IFTTT
0 comments: