تناولت الصحف اللبنانية
الصادرة صباح اليوم السبت 11-4-2015 الحديث في مجموعة من الملفات والمستجدات على
الساحة الداخلية والخارجية.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
حبلص و«أبو سياف» للمحققين: هدفنا تحريك «خلايا نائمة»
حبلص و«أبو سياف» للمحققين: هدفنا تحريك «خلايا نائمة»
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثاني والعشرين بعد الثلاثمئة على التوالي.
برغم الحملات السياسية المحتدمة بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»
فوق الصفيح اليمني الساخن، فإن جلسة الحوار العاشرة بين الطرفين ستُعقد الخميس
المقبل حتما في عين التينة حسب تأكيد الرئيس نبيه بري، برغم خشيته من أبعاد
التصعيد الإعلامي المتزايد.
ومن المُتوقع ان تخضع العلاقة الثنائية الى عملية «صيانة» مجددا، بعد
هبوب «عاصفة الحزم»، ليُتابع بعد ذلك النقاش حول سبل تخفيف الاحتقان والاستعدادات
لتوسيع الخطة الامنية في اتجاه بيروت والضاحية الجنوبية، فضلا عن المضي بملف
الاستحقاق الرئاسي.
وفي انتظار تحصين الامن السياسي المشرّع على رياح المنطقة و
«عواصفها»، تستمر العيون مفتوحة على الواقع الأمني، والتي كان من أبرز نتائجها،
الإنجاز النوعي الذي حققه فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي بإلقاء القبض على
المطلوب الشيخ خالد حبلص في «كمين المئتين»، أمس الأول، والذي أدى الى مقتل اسامة
منصور أحد أخطر المطلوبين شمالا، وهو «توأم شادي المولوي» المتواري في عين الحلوة.
وأظهر توقيف حبلص في الشمال و«ابو سياف» (نبيل الصديق) في البقاع،
وجود محاولة متزامنة لتحريك «خلايا نائمة» في المنطقتين، اذ ان الاجتماع الذي كان
حبلص يعقده كان يصب في هذا الاتجاه، بينما كان «ابو سياف» يستعد لتحريك عشرات
الشبان المبايعين لتنظيم «داعش» في منطقة البقاع!
وفيما سجل دخول مستجد لتنظيم «القاعدة» ربطا بهذا الانجاز، عبر
الناطق باسم «كتائب عبدالله عزام» الشيخ سراج الدين زريقات، بتوجيهه تهديدات الى
القوى والاجهزة الامنية والعسكرية، كشف مرجع أمني كبير لـ «السفير» أن الشخص
الثالث الذي كان يرافق حبلص وتمكن من الفرار تم توقيفه أمس ليصبح عدد الموقوفين
ثلاثة.
ولقد فرض هذا الإنجاز إيقاعه على المشهد الداخلي، وتتركز الأنظار على
ما ستفضي اليه التحقيقات مع حبلص، وسط تعويل من قبل المحققين على سبر أغواره
وانتزاع ما يكتنزه من أسرار من شأنها ان تميط اللثام عن كثير من الأعمال الارهابية
في طرابلس وفي بحنين التي ارتكبت فيها المجموعات التابعة لحبلص مجزرة بحق عناصر
الجيش اللبناني.
وقالت مصادر امنية واسعة الاطلاع لـ «السفير» انه لم يتم التأكد من
هوية حبلص إلا بعد وصوله الى مقر توقيفه في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي،
اذ إنه قال للعسكريين الذين ألقوا القبض عليه في طرابلس: «لست خالد حبلص. أنا
شقيقه وشبيهه»، قبل أن يتبين لاحقا أنه زوّر أوراقه الثبوتية وغيّر في مظهره
الخارجي، تحسبا لاحتمالات كهذه.
وأشارت المصادر الى ان التحقيق معه ما يزال في مراحله الاولية ولن
يكون سهلا، «خصوصا ان المحققين يضعون في الحسبان انهم يواجهون شخصا مدربا على
مواجهة المحققين».
ورجحت المصادر إمكان نقل حبلص من فرع المعلومات الى مديرية المخابرات
في الجيش اللبناني في مرحلة تالية، نظرا لوجود ملف كامل له يحتوي على مختلف
التفاصيل التي تحيط بنشاطه الارهابي في منطقة الشمال وصولا الى عرسال.
المشنوق يرد على «العلماء المسلمين»
وفيما أصدرت «هيئة العلماء المسلمين» بيانا للتشكيك بالعملية الأمنية
في الشمال، أطلق سراج الدين زريقات سلسلة تغريدات على حسابه على «تويتر» اتهم فيها
الاجهزة الأمنية باستباحة طرابلس وملاحقة من سماهم «أبناء أهل السنة والجماعة»،
وحماية من سماهم «أتباع حزب إيران قتلة الوزراء والنواب وقادة الدولة اللبنانية».
وانتقد الخطط الامنية «في مناطق أهل السنة» فقط، وتوجه الى ضباط فرع
المعلومات ومخابرات الجيش قائلا مهددا: «تخافون نهاية كنهاية وسام عيد فيقتلكم
«حزب الله»، استمروا بسياستكم فلن تحصدوا والله إلا زرعكم. مشكلتكم ليست مع أسامة
منصور أو شادي مولوي أو الشيخ (احمد) الأسير. مشكلتكم مع أهل السنة في لبنان، وإن
غدا لناظره قريب»!
وسارع وزير الداخلية نهاد المشنوق للرد على بيان «هيئة العلماء
المسلمين» بقوله بعد تفقده العسكريين الجريحين في أحد مستشفيات العاصمة: «هناك آية
في القرآن الكريم تقول «اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة
فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، وطالب العلماء بأن يتبينوا الأمور قبل إصدار أي
بيان، وأشار إلى أن عناصر شعبة المعلومات «لم يطلقوا النار اولا إلا بعدما أطلقت
عليهم وأصيبوا».
وختم: «لن نترك أي متهم أو مطلوب للقضاء في كل الأراضي اللبنانية،
وتحديدا في الجنوب أو الضاحية الجنوبية والبقاع الشمالي، وهذه مهمة لن نتوقف عنها،
وليس نهاد المشنوق من يترك مهمة من هذا النوع، ولا يترك أي مطلوب للقضاء أيا كانت
طائفته أو منطقته أو أيا كان انتماؤه السياسي».
وكانت «هيئة العلماء المسلمين» قد حذرت «من سياسة الكيل بمكيالين
والسماح لبعض المطلوبين بالفرار كما حصل في البقاع وبريتال تحديداً ومحاصرة
الآخرين بحسب الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي، وكتم التحقيقات وانتهاكات حقوق
الإنسان»، واعتبرت أن هذه الممارسات «لن تؤدي إلى حفظ السلم الأهلي الذي نحرص عليه
بل قد تؤدي إلى ضده».
وفي سياق أمني متصل، أكدت مصادر امنية موثوقة لـ «السفير» ان الاجهزة
الامنية تراقب تحركات مريبة لمجموعات إرهابية في العديد من المناطق، ولا سيما
الشمال والبقاع. وكشفت عن وجود مخاوف من تحريك «مجموعات نائمة»، وتحديدا في منطقة
البقاع الغربي، مشيرة الى ان تمكن مخابرات الجيش من إلقاء القبض على القيادي في
تنظيم «داعش» نبيل الصديق ابو صالح (سوري) الملقب بـ «ابو سيّاف»، واللبناني علي
احمد ايوب، أحبط مخططا خطيرا كان يُعد للمنطقة، اذ ان الصديق حضر اليها بهدف
مشاركة احد قادة «داعش» بإعلان مبايعة العشرات من الشبان اللبنانيين والسوريين
لهذا التنظيم.
وفي المعطيات المتوافرة ان «أبو سيّاف» هو القاضي الشرعي لـ «داعش»
في عرسال، كما شارك ميدانياً في المعارك التي شهدتها الجبهة الشرقية، من عرسال الى
رأس بعلبك.
باكستان تنأى بنفسها عن حرب اليمن
بدّدت باكستان، يوم أمس، ضبابيّة موقفها بشأن المشاركة في الحرب على اليمن، رافضةً الانضمام إلى «التحالف» الذي تقوده السعودية، بعدما صوّت برلمانها على قرار يقضي بالتزام الحياد في الأزمة اليمنية، وهو ما قد يضعف خيار التدخّل البريّ من جانب المملكة، خصوصاً في ظلّ حراك ديبلوماسي متعدد الأطراف يسعى للوصول إلى حلّ سياسي يجنّب البلاد مزيداً من الخسائر في الأرواح والبنى التحتية.
وبينما كانت الغارات السعودية توزع ضرباتها على كل الأنحاء اليمنية،
استهدف تفجير بسيارة مفخخة مركز شرطة بيحان، الذي تسيطر عليه «أنصار الله» في
محافظة شبوة شرق اليمن، ما أدى إلى مقتل 40 عنصراً من «اللجان الشعبية» التابعة
للجماعة، كانوا يتمركزون هناك.
وفي إطار المساعي الديبلوماسية، دعا وزيرا الخارجية الروسي سيرغي
لافروف والعماني یوسف بن علوي، خلال مكالمة هاتفية، إلى اتخاذ خطوات فوريّة لوقف
جميع العمليات العسكرية في اليمن، وأعربا عن قلقهما إزاء استمرار هذه العمليات
التي أدت إلى مقتل مئات المدنيين وتفاقم الكارثة الإنسانية هناك.
ووفقاً لبيان وزارة الخارجية الروسيّة، فإنّ الوزيرين اتّفقا على
ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فورية لوقف جميع العمليات العسكرية وتفعيل
الجهود لإيجاد حلّ سياسي للأزمة اليمنية، وفي هذا السياق أكد الوزيران أهمية دور
الأمم المتحدة للتوصل إلى مصالحة يمنية داخلية واستئناف الحوار الوطني.
في هذا الوقت، أعلن وزيرالخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ بلاده
تبحث مع دول الخليج إيجاد حلّ سياسي في اليمن، مشيراً، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع
نظيره السوداني محمد علي أحمد كرتي في أنقرة، إلى أنّ «على تركيا وإيران والسعودية
إيجاد حل سياسي في اليمن، وضمان وقف إطلاق النار، وإرسال مساعدات إنسانية، والبدء
بمفاوضات تفضي إلى نتائج، وتكوين نهج إداري في اليمن يشمل الجميع»، فيما أكّد أنّ
«الموقف التركي يتطابق مع الموقف الإيراني بشأن التعاون في هذه القضايا، والآن
نتباحث مع دول الخليج العربي وسنواصل ذلك».
وبرغم إعلان الحكومة الباكستانية التزامها بأيّ قرار يصدر عن
البرلمان، استمرّت الرياض في ممارسة ضغوطها بعدما اعتبرت أنّ «الموقف الذي أعلن هو
موقف البرلمان، والحكومة الباكستانيّة لم تعلن موقفاً رسمياً حتى الآن»، بحسب ما
صرّح المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري، مضيفاً أنّ «انضمام القوّات الباكستانية
إلى التحالف، يصبّ في مصلحة اليمن الشقيق والمواطن اليمني».
ولكنه أشار إلى أنّ «العمليات مستمرة، وإن أضيفت إليها القوات
الباكستانية فهي إضافة، لكن عدم وجودها لن يؤثّر على سير العمليات بشكل أو بآخر..
الجيش الباكستاني معروف بقدراته وإمكاناته، لكن أؤكد أن القوّات الأخرى المشاركة
من التحالف لا تقلّ كفاءة ولديها التجهيزات والإمكانات الكافية لمواجهة أيّ نوع من
التهديدات والتعامل مع أيّ نوع من التضاريس وفي جميع البيئات القتالية».
وبعد خمسة أيام على بدء الجلسات الماراثونية، صوّت البرلمان
الباكستاني بالإجماع لمصلحة قرار يحثّ الحكومة على التزام الحياد في الأزمة
اليمنية، رافضاً طلب السعودية مشاركة إسلام آباد في «التحالف» العسكري الذي تقوده.
وبدلاً من الدعم العسكري، دفعت باكستان في اتجاه بذل جهود ديبلوماسية
بعد محادثات مع مسؤولين إيرانيين وأتراك زاروا إسلام آباد في محاولة لتمهيد الطريق
أمام تسوية من شأنها أن تنهي الحرب، إذ دعا القرار، الذي تبناه البرلمان، الحكومة إلى
بدء العمل مع مجلس الأمن الدولي و «منظمة التعاون الإسلامي» للتوصل إلى وقف لإطلاق
النار في اليمن.
وفيما حثّت غالبية النواب رئيس الحكومة نواز شريف على عدم إرسال
قوّات باكستانية للانضمام إلى القتال، أكّد القرار الذي تم تبنّيه خلال جلسة
استثنائيّة للبرلمان، أنّ على باكستان أداء دور الوسيط وعدم التورّط في القتال.
وينص القرار على أنّ «برلمان باكستان .. يؤكّد ضرورة مواصلة جهود
الحكومة الباكستانية لإيجاد حلّ سلميّ للأزمة»، كما يؤكّد البرلمان في قراره أنّه
«يرغب في أن تحافظ باكستان على الحياد في النزاع الدائر في اليمن، ليكون بمقدورها
القيام بدور ديبلوماسي فعّال لإنهاء الأزمة»، معرباً، في الوقت ذاته، «عن دعمه
الكامل للمملكة العربية السعودية، ويؤكد أنه في حال انتهاك سلامة أراضيها أو وجود
أي تهديد للحرمين الشريفين، فإنّ باكستان ستقف كتفاً بكتف مع السعودية وشعبها».
وفي غضون ذلك، أنهى أمير قطر تميم بن حمد زيارة إلى السعودية، التقى
خلالها الملك سلمان وولي ولي عهده محمد بن نايف، و «الرئيس» اليمني، اللاجئ في
السعودية، عبد ربه منصور هادي في لقاءات منفصلة، مؤكداً «مواصلة دعم بلاده
وتضامنها مع الأشقاء في حماية اليمن وأمنه واستقراره».
كما تفقّد تميم، خلال الزيارة، غرفة العمليات الرئيسية لـ «عاصفة
الحزم» في مطار قاعدة الرياض الجوية، واستمع إلى إيجاز حول «الخطط والعمليات
العسكرية الجوية والأهداف التي حقّقتها قوى التحالف»، وفقاً لوكالة الأنباء
القطرية الرسمية.
وبعد زيارته باكستان، التي استغرقت ثلاثة أيام، بحث وزير الدفاع
المصري الفريق أول صدقي صبحي مع نظيره السعودي محمد بن سلمان في الرياض «المشاركة
العسكرية لمصر في عاصفة الحزم، وسبل تعزيز العمل العسكري المشترك في التحالف بما
يحقق أهداف العملية العسكرية»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية – «واس».
وفي اليوم السادس عشر على بدء الحرب، واصلت مقاتلات «التحالف»
غاراتها على طول البلاد، وتركّزت خصوصاً في عدن، التي تحاول استعادتها عبر تسليح
الميليشيات الموالية لهادي لقتال جماعة «أنصار الله» التي تسيطر على المدينة.
ووصف سكان المدينة الغارات على عدن بأنّها «الأعنف» منذ بداية الحملة
العسكرية، فيما أكّد آخرون أنّها استمرت طوال ليل أمس، واستهدفت خصوصاً مقر بلدية
دار سعد عند المدخل الشمالي للمدينة، فيما أكدت مصادر في قطاع الطاقة أنّه تم
إغلاق مصفاة عدن النفطية البالغة طاقتها 150 ألف برميل يومياً بسبب تفاقم الصراع.
وفي عتق كبرى مدن محافظة شبوة شرق عدن، حيث تسيطر الجماعة، كانت
الغارات عنيفة، وقصفت الطائرات مطار المدينة وقاعدة عسكرية ومستودعاً للأسلحة.
وفي هذه الأثناء، حطت أول طائرة للجنة الدولية للصليب الأحمر محملة
بـ16 طناً من المساعدات الطبية في صنعاء، قبل أن تتبعها طائرة أخرى لصندوق الأمم
المتحدة للطفولة (يونيسف).
من جانبها، طلبت الأمم المتحدة، أمس، «هدنة إنسانيّة فوريّة لبضع
ساعات» على الأقل يومياً، للسماح بنقل مزيد من المساعدات إلى اليمن."
النهار
عمليّة طرابلس تُحبط إعادة إحياء الخلايا
"المستقبل" لـ"حزب الله":
تنظرون بعيون خامنئي
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "قبل ثلاثة أيام من الذكرى الـ 40 لاندلاع حرب السنوات الـ15 عاما في لبنان في 13 نيسان 1975 بدا الانجاز الأمني الاخير في طرابلس بمثابة مفارقة زمنية ومعنوية اكتسبت دلالات مهمة من حيث الضمان الذي تشكّله القوى الشرعية في الحؤول دون اي فتنة كما من حيث التطور الملموس والنوعي الذي بات يميز عمل القوى الامنية والعسكرية في العمليات الاستباقية لمكافحة الارهاب وتعقب المطلوبين.
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "قبل ثلاثة أيام من الذكرى الـ 40 لاندلاع حرب السنوات الـ15 عاما في لبنان في 13 نيسان 1975 بدا الانجاز الأمني الاخير في طرابلس بمثابة مفارقة زمنية ومعنوية اكتسبت دلالات مهمة من حيث الضمان الذي تشكّله القوى الشرعية في الحؤول دون اي فتنة كما من حيث التطور الملموس والنوعي الذي بات يميز عمل القوى الامنية والعسكرية في العمليات الاستباقية لمكافحة الارهاب وتعقب المطلوبين.
ولم تقتصر أهمية العملية الاخيرة التي تمكنت عبرها شعبة المعلومات في
قوى الامن الداخلي من تصيد الرأسين الاساسيين المطلوبين في الاعتداءات على الجيش
في طرابلس والشمال والتورط في اعمال ارهابية اخرى متنوعة، بل تجاوزتها الى
المعطيات التي تكشفت عقب مقتل المطلوب الاول لدى الاجهزة الامنية اسامة منصور
وتوقيف الرأس المدبر لخلية الهجمات على الجيش في ببنبحنينين خالد حبلص الذي بوشرت
التحقيقات معه عقب توقيفه. ذلك ان هذه العملية أدت مبدئيا بعد سنة كاملة من تنفيذ
الخطة الامنية في طرابلس الى انجاز الفصل الاخير من فصول العنف في المدينة بعدما
تبين ان منصور وحبلص كانا لا يزالان ناشطين في الاعداد لعمليات ارهابية جديدة
بدليل وجودهما معا في مكان سري قبيل اطباق شعبة المعلومات عليهما ومن كان في
صحبتهما. واشارت معلومات توافرت لـ"النهار" الى ان منصور ومجموعة من
الشباب لم يغادروا طرابلس اطلاقا بل كانوا يتنقلون باحزمة ناسفة بين المناطق
القديمة فيها ومخيم البداوي. ورفض منصور الانصياع لطلب شادي المولوي المطلوب ايضا
لدى الاجهزة مغادرة طرابلس الى مخيم عين الحلوة لانه قطع وعدا على مجموعته بان
يموت "شهيدا" في التبانة. اما حبلص فتردد انه كان هرب ومن معه الى منطقة
عين السمك على الحدود بين الضنية والمنية ثم حاول منذ فترة تنشيط حركته فاستأجر
شقة في منطقة ضهر العين في الكورة باسم مزور. ووفق المعلومات نفسها بدأ التواصل
بين المطلوبين واتفقا على توحيد الصف ثم اجتمعا أول من أمس في احد مقاهي باب الرمل
مع افراد من مجموعتيهما ومن ثم توجهوا الى الزاهرية. وفي كل الوقت كان رجال القوة
الضاربة في شعبة المعلومات الذين قدموا من بيروت يراقبونهم تبعا لداتا الاتصالات.
ثم حصل الإطباق عليهم لدى محاولة كل من منصور وحبلص الهرب بسيارتين فبادرا كل من
جهته الى اطلاق النار ورد رجال الامن فقتل منصور والسائق الذي كان معه واوقف حبلص
كما اوقف شخص آخر في شكل مستقل عن العملية.
واكد وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تولى الاشراف على العملية بعد
تفقده أمس جريحين من شعبة المعلومات في مستشفى الروم بالاشرفية ان عناصر المعلومات
"لم يطلقوا النار الا بعدما اطلقت عليهم النار واصيبوا وكان هناك رصد تقني
للمتهم خالد حبلص وكان مصادفة في الاجتماع مع المتهم الآخر اسامة منصور ولم يكن
مقررا اطلاق النار او القتل. وما حصل ان المطلوب اطلق النار فاضطرت شعبة المعلومات
الى الرد". وجاء ذلك في سياق رده على بيان اصدرته "هيئة العلماء
المسلمين " وتحدثت فيه عن "قتل استباقي " للمطلوبين. وعبّر المشنوق
عن "فخره بالجريحين " من شعبة المعلومات قائلا: "إنّ جميع
اللبنانيين الى جانبكما وكل كلام تسمعانه من اي جهة ليس له اي قيمة لان من قاومتماهما
هم الكافرون بكل الاديان وبكل الدولة وبكل امن اللبنانيين واستقرارهم". وشدد
على "اننا لن نترك اي متهم او مطلوب للقضاء على كل الاراضي اللبنانية وتحديدا
في الجنوب او الضاحية الجنوبية وفي البقاع الشمالي وليس نهاد المشنوق من يترك مهمة
من هذا النوع".
وعلمت "النهار" ان العملية الاخيرة في طرابلس كانت بناء
على معلومات سابقة، ولكن تأخر تنفيذها بسبب المفاوضات الدائرة مع "جبهة
النصرة" في شأن العسكريين المخطوفين. وكان المعوّل عليه التوصل الى نتائج
إيجابية في ملف العسكريين، لذا روعي واقع التحرك ضد الجماعات المرتبطة
بـ"النصرة". وقد تبيّن أن إعتماد الدولة سياسة المراعاة هذه لم تحقق
المبتغى منها حتى الآن فتقرر عندئذ الاقلاع عنها. اذ من المتوقع أن يؤدي ذلك الى
تحريك ملف الافراج عن العسكريين إيجابا. وفي رأي مصادر وزارية ان الانجاز الامني
في طرابلس كان ليؤثر إيجابا على العمل الجاري لتنفيذ الخطة الامنية في الضاحية
الجنوبية لبيروت، لكن السجال المحتدم على خلفية تطورات اليمن قلل هذا التأثير.
وفي سياق متصل، علمت "النهار" من مصادر واسعة الاطلاع أن
مرحلة أمنية دقيقة تلوح في الافق في الاسبوعين المقبلين على صعيد الحدود الشرقية
بين لبنان وسوريا. وقد بدأت بوادر هذه المرحلة بفعل العمليات التي ينفذها الجيش
السوري على الجانب السوري من الحدود حيث شن امس الطيران السوري خمس غارات.
رد "المستقبل"... والحوار
أما على الصعيد السياسي وعلى رغم مسارعة رئيس مجلس النواب نبيه بري
أمس الى تبديد التشكيك في استمرار الحوار بين "تيار المستقبل"
و"حزب الله"، فإن الغيوم المتزايدة في افق هذا المسار رسمت الكثير من
التساؤلات عما ستفضي اليه الجولة العاشرة من الحوار الثلثاء المقبل والتي ستكون
أمام الاختبار الأشد دقة وحساسية ربما للمرة الاولى منذ انطلاقه. وكان بري أكد أمس
أن الحوار "قائم ودائم لتحقيق ما هو في مصلحة لبنان وبإصرار من الطرفين،
والجلسة المقبلة باقية وهي بعد عطلة عيد الفصح مباشرة أي في 14 نيسان
الجاري".
في غضون ذلك، ردّ الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد
الحريري أمس على البيان الاخير لرئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب
محمد رعد الذي رد فيه على الرئيس سعد الحريري داعيا قيادة "المستقبل"
الى "مراجعة سياساتها". وحمل احمد الحريري بعنف على "مغالطات حزب
الله الذي زج لبنان في الصراعات الاقليمية في سوريا والعراق واليمن والبحرين
وسواها ووضع لبنان منذ سنوات فوق صفيح ساخن من الانقسامات الوطنية والفتن الطائفية".
وتساءل "أين هي الأخلاق والانسانية والوطنية في أن يعطي حزب الله نفسه حق
المشاركة في أكبر مجزرة في التاريخ العربي والاسلامي وينفذها في حق مئات الآلاف من
ابناء الشعب السوري؟". واعتبر ان النائب رعد "لا يستطيع ان يزن الامور
الا بميزان الفتاوى الايرانية ولا يرى الا بالعيون التي يحركها السيد علي خامنئي،
أفلم يقل السيد حسن (نصرالله) إنه جندي صغير في جيش ولاية الفقيه؟".
باكستان تلتزم الحياد في اليمن فابيوس في السعودية ويلتقي سلمان
صوّت البرلمان الباكستاني أمس على عدم الانضمام الى تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده السعودية في اليمن، الأمر الذي يبدد آمال الرياض في الحصول على دعم قوي من خارج المنطقة في معركتها الرامية الى وقف تقدم المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع ايران. ومع مواصلة التحالف غاراته الجوية على المتمردين الحوثيين وخصوصاً في جنوب اليمن، للأسبوع الثالث توالياً، أفرغت طائرتان مساعدات طبية، الاولى للجنة الدولية للصليب الاحمر والأخرى لصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" في صنعاء.
وكانت السعودية قد طلبت من باكستان سفناً وطائرات وقوات في حملتها
لإنهاء النفوذ الإيراني، في ما يبدو أنها حرب بالوكالة بين القوتين المهيمنتين في
المنطقة.
لكن البرلمان الباكستاني تبنّى مشروع قرار يدعو جميع الأطراف الى حل
خلافاتهم سلمياً، وسط "تدهور الوضع الأمني والإنساني في اليمن وتداعيات ذلك
على السلام والاستقرار في المنطقة"، وينص على أنه "يود أن تلتزم باكستان
الحياد في الصراع في اليمن كي تتمكن من الاضطلاع بدور ديبلوماسي وقائي لإنهاء
الأزمة"، ويؤكد أنه "يعبر عن دعمه الكامل للمملكة العربية السعودية، وفي
حال انتهاك سلامة أراضيها أو وجود أي تهديد للحرمين الشريفين، فإن باكستان ستقف
كتفا لكتف مع السعودية وشعبها".
ولم تعلق الحكومة الباكستانية بعد على مشروع القرار، لكنها قالت إنها
ستلتزمه.
وواصل التحالف غاراته الجوية في اليمن لليوم السادس عشر توالياً. وفي
صنعاء، استهدف مخازن أسلحة يستخدمها جنود موالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح
وهو واحد من أقوى الداعمين للحوثيين.
لافروف وعلوي
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره العماني
يوسف بن علوي إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف العمليات العسكرية في اليمن.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن "لافروف وبن علوي بحثا
خلال مكالمة هاتفية بينهما في النزاع في اليمن، وأعربا عن قلقهما لاستمرار
العمليات العسكرية التي أدت إلى مقتل مئات المدنيين وتفاقم الكارثة الإنسانية في
هذا البلد"، كما اتفقا على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فورية لوقف جميع
العمليات العسكرية وتفعيل الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
فابيوس
ويصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء اليوم الى الرياض في
زيارة للمملكة العربية السعودية تهدف الى طمأنة الزعماء السعوديين الذين لا يخفون
قلقهم من الاتفاق الاطار الذي توصلت اليه مجموعة 5 +1 للدول الخمس الدائمة العضوية
في مجلس الامن، الى المانيا، مع ايران على البرنامج النووي لطهران.
وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي: "سنشرح للسعوديين اننا سنبقى يقظين
للغاية" ازاء تطبيق الاتفاق الاطار الموقع مع ايران في الثاني من نيسان وازاء
المفاوضات التي ستتواصل في الموضوع نفسه.
والى الملف النووي الايراني، يتوقع أن يبحث فابيوس الذي سيلتقي
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وأبرز زعماء المملكة، في التدخل العسكري
للتحالف بقيادة الرياض في اليمن، وعملية السلام الاسرائيلية- الفلسطينية،
والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي: "سنكرر القول إننا سنبقى يقظين جداً
ازاء عدد من النقاط" المتعلقة بالاتفاق النووي.
وفي موضوع اليمن، سيكرر فابيوس ان فرنسا "تقف الى جانب شركائها
في المنطقة لاعادة الاستقرار"، كما ستؤكد تضامنها مع "الرئيس اليمني
الشرعي" عبدربه منصور هادي الذي اجبر على مغادرة عدن الى المملكة تحت ضغط
قوات الحوثيين.
وقبل ان يغادر فابيوس الرياض مساء غد، سيلتقي ولي عهد أبو ظبي الشيخ
محمد بن زايد الذي يزور المملكة.
وتجري باريس وأبوظبي محادثات في شأن شراء مقاتلات "رافال"
فرنسية يفترض ان تحل محل نحو 60 طائرة من نوع "ميراج" تملكها دولة
الامارات العربية المتحدة حالياً."
الاخبار
إسلام آباد تخذل الرياض وأنقرة «متطابقة» مع طهران
إسلام آباد تخذل الرياض وأنقرة «متطابقة» مع طهران
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول " باكستان على الحياد. وتركيا موقفها «متطابق» مع إيران. مصر لم تحسم موقفها بعد، لكن يبدو من الصعب مشاركتها في عدوان بري في غياب اسلام اباد. الرياض وحيدة، هي وطائراتها في مواجهة المدنيين اليمنيين.
فهل تتلقف الجهود الدبلوماسية للحل؟
تطور مفصلي شهده مسار العدوان السعودي على اليمن تمثل امس باعلان
اسلام اباد «الحياد» لتتمكن من القيام بجهد دبلوماسي للحل، تقاطع مع رغبة أنقرة
التي أكدت «تطابق» مواقفها مع طهران. وفي وقتٍ لم تسجّل فيه العمليات العسكرية
الجوية والبحرية أي هدفٍ من الأهداف التي حدّدتها الرياض مع بدء العدوان، ولا سيما
عودة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى عدن وممارسة مهماته كرئيسٍ شرعي،
تتجه الأنظار اليوم إلى الموقف المصري، وخصوصاً بعد لقاء وزيري الدفاع المصري
والسعودي في الرياض.
وفيما لم تفلح العمليات حتى الساعة في تقويض القوة الميدانية
لـ»أنصار الله» والجيش، شنّت طائرات العدوان يوم أمس، هجمات كثيفة على الجنوب،
تحديداً محافظة شبوة التي تمكنت الجماعة من تحريرها قبل يومين، من عناصر
«القاعدة»، في ما وُصف بأنه انتقامٌ للتنظيم الذي مني بخسائر كبرى في الأيام
الماضية في مناطق كانت تُعدّ معقلاً له منذ سنوات.
وبعد أيامٍ من مناقشة البرلمان الباكستاني لطلبٍ سعودي بالتعاون
العسكري الباكستاني في الحرب على اليمن، أقر البرلمان، بالاجماع أمس، مشروع قانون
يحث البلاد على «الالتزام بالحياد» في الحرب الدائرة في اليمن، مؤكداً في الوقت نفسه
على الدعم للسعودية. ودعا قرار البرلمان الفصائل كافة في اليمن إلى حلّ خلافاتها
سلمياً، معبراً عن «قلقه الشديد لتدهور الوضع الأمني والإنساني في اليمن وتداعيات
ذلك على السلام والاستقرار في المنطقة». وأضاف أن البرلمان «يود أن تلتزم باكستان
الحياد في الصراع في اليمن حتى تتمكن من اداء دور دبلوماسي وقائي لإنهاء الأزمة».
وقال وزير الإعلام الباكستاني، برويز رشيد، «هذه هي المرة الأولى التي لا تُصنع
فيها السياسة الخارجية الباكستانية خلف الأبواب المغلقة»، مضيفاً انها «المرة
الأولى التي تصنع فيها السياسة من خلال البرلمان وممثليه الذين اختارهم 180
مليوناً من سكان البلاد. كل كلمة في مشروع القرار لها قدسية».
وتعليقاً على القرار الباكستاني الذي كان الجيش قد أكد الالتزام به
مهما كان، أعلن المتحدث العسكري باسم عملية «عاصفة الحزم»، أحمد عسيري، أن انضمام
باكستان إلى العمليات «إضافة لكن عدم وجودها لن يعيق عمليات التحالف، والقوات
المشاركة لديها كفاءة لمواجهة أي تهديد». وفي وقت متأخر من مساء أمس، شن وزير
الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، هجوما على القرار الباكستاني واصفا إياه «بأنه
موقف ملتبس ومتناقض، وبأن تكلفته ستكون عالية»، كما ضم في هجومه إلى جانب إسلام
آباد الحليف التركي، قائلا إنه يبدو أن «أهمية طهران لإسلام آباد وأنقرة تفوق
أهمية دول الخليج... مواقف الحياد المتخاذل مستمرة». وأشار قرقاش إلى أن «باكستان
مطالبة بموقف واضح لمصلحة علاقاتها الاستراتيجية بدول الخليج العربي».
وبعد أول إعلان عن مشاركة مصرية عسكرية في العمليات الجوية للتحالف،
التقى وزير الدفاع المصري، صدقي صبحي، برفقة قائد القوات المصرية في عملية «عاصفة
الحزم»، العميد أركان حرب رفيق رأفت عرفات، ليل أول من أمس، نظيره السعودي، محمد
بن سلمان، في الرياض للبحث في المشاركة العسكرية لمصر. وجرى في اللقاء نقاش «سبل
تعزيز العمل العسكري المشترك في التحالف بما يحقق أهداف العملية العسكرية»، بحسب
وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وبرزت يوم أمس من جديد، مساعٍ تركية لإيجاد حلٍّ سياسي، وهو ما عبّر
عنه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي قال إن هناك مهمات تقع على
عاتق تركيا وإيران والسعودية «من أجل إيجاد حلٍّ سياسي في اليمن وضمان وقف إطلاق
النار، وإرسال مساعدات إنسانية والبدء بمفاوضات تفضي إلى نتائج وتكوين نهج إداري
في اليمن يشمل الجميع»، مضيفاً أن وجهات النظر التركية تطابقت مع إيران بشأن
التعاون في هذه القضايا. وخلال مؤتمر صحافي، أكد جاويش أوغلو أن أنقرة تتباحث مع
دول الخليج في هذا المجال وستواصل ذلك.
وفيما هبطت في صنعاء يوم أمس، أول طائرتين تابعتين للصليب الأحمر
الدولي ومنظمة أطباء بلا حدود تحملان أكثر من 30 طناً من المساعدات الطبية لليمن،
طلبت الأمم المتحدة، «هدنة إنسانية فورية لبضع ساعات على الأقل» يومياً في اليمن.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في اليمن، يوهانس فان دير كلاو، إن
«الوضع يتدهور بين ساعة وأخرى».
على المستوى الميداني، تركّز القصف يوم أمس، على محافظة شبوة التي
تمكّن الجيش و»اللجان الشعبية» التابعة لجماعة «أنصار الله» من تحريرها أول من أمس
من تنظيم «القاعدة». وجددت طائرات التحالف غاراتها على موقع نجد مرقد بين مديرية
بيحان ومدينة شبوة. كذلك، شهدت المدينة الجنوبية تفجيرات استهداف إدارة الأمن في
بيحان تبناها «القاعدة»، أدت الى مقتل وجرح العشرات من أفراد الجيش و»اللجان». وفي
عدن، أكدت مصادر محلية اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش و»اللجان الشعبية» من جهة،
والمجموعات المسلحة الموالية لهادي من جهة أخرى.
وبالتزامن مع خروج مسيرات حاشدة في شوارع صنعاء تجدّد رفض العدوان،
واصلت طائرات التحالف القصف على أهداف قريبة من مكان التظاهرات. واستهدفت القصف
معسكر الخرافي والحفاء ودائرة التموين العسكرية التابعة للداخلية وجبل نقم المطل
على العاصمة من جهة الشرق، إضافة إلى معسكر الاحتياط جنوب العاصمة. وفجر أمس،
استهدف العدوان معسكرات الاحتياط والصواريخ والصباحة ومخازن أسلحة في صنعاء."
البناء
باكستان تنسحب رسمياً وتعلن حيادها في حرب
السعودية... وتركيا لوجستية
موسكو تنهي الحوار السوري بنجاح نحو جنيف...
وتلوّح بالفيتو حول اليمن
من جهتها، صحيفة "البناء" كتبت تقول "تلقت السعودية نكسة كبرى بإعلان باكستان نتيجة التصويت في برلمانها، حول المشاركة في الحرب السعودية على اليمن، بعد إحالة الأمر من حكومة نواز شريف إلى البرلمان وتصويته على قرار الوقوف على الحياد، بينما تراجعت تركيا خطوة إلى الوراء بإعلان حصر مساهمتها بالدعم اللوجستي إذا طلب منها ذلك، بعد إعلان رئيس حكومتها رجب أردوغان من طهران عن الرغبة برؤية حلّ سياسي قريباً في اليمن، وإبداء اهتمامه بالتعاون مع إيران لهذا الغرض، ما يعني عودة الحلف الذي تقوده السعودية إلى حجمه المتواضع، بحشد عناوين حكومات عربية تعتاش على التمويل السعودي، كيافطة للحرب، التي تعجز في أسبوعها الثالث عن إحداث تغيير في الخريطة العسكرية في اليمن.
على خلفية الشعور بالفشل، ركزت السعودية على مساعي استصدار قرار من
مجلس الأمن يوفر التغطية لحربها، فربطت مطالبة المجلس السابقة بتسليم الحوثيين
بشرعية الرئيس المستقيل منصور هادي، لجعل الحرب تطبيقاً للقرار السابق الصادر عن
مجلس الأمن، من دون تفويض، ونقل القرار إلى الفصل السابع وربط وقف الحرب بتنفيذ
شرط تسليم السلطة لهادي.
موسكو التي لم تقف ضدّ القرار السابق باعتباره على الفصل السادس وقبل
الحرب، أبلغت وفد السفراء الخليجيين منتصف ليل أمس أنّ وجود القرار وفقاً للفصل
السابع وفي ظلّ الحرب السعودية يشكل سابقة لا يمكن التهاون معها، لأنه أسوأ من
القرار الذي صدر حول ليبيا وكان عنوانه حماية المدنيين من قصف الطيران الليبي
وتحوّل إلى حرب تغيير النظام وتدخل للناتو.
ووفقاً لمصدر ديبلوماسي في نيويورك يتوقع أن تدور مفاوضات طويلة قبل
عرض المشروع السعودي المدعوم غربياً على التصويت في ظلّ تلويح غير مؤكد من موسكو
باللجوء إلى استخدام الفيتو.
موسكو كانت أيضاً تنهي جولة الحوار بين الحكومة السورية والوفود
المعارضة، معلنة مع الورقة السياسية المنجزة كأرضية لاتفاق مشترك، إنهاء التحضير
الذي بدأته لبلورة أرضية مناسبة لـ«جنيف 3»، وقال منسق الحوار فيتالي نعومكين، إنّ
موسكو ستبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي ستيفان دي
ميستورا، بما تحقق بصورة رسمية، مقترحة بدء الإعداد لجولة مقبلة في جنيف تنطلق من
الورقة السياسية المنجزة.
لبنانياً، نجا الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، من مطبات حرب
اليمن، وتحدّدت الجلسة المقبلة يوم الثلاثاء في الرابع عشر من الشهر الجاري، بعد
أخذ وردّ، بدا معه للمرة الأولى أنّ ثمة مخاطر تحيط بمستقبل الحوار، وأنّ استنقاذه
حقق إنجازاً، بعدما بدا أنّ الحوار ضرورة داخلية وإقليمية ودولية في آن واحد.
الجديد اللبناني، كان النقاش الذي انطلق فجأة بمبادرة من النائب وليد
جنبلاط، حول تعديلات دستورية، بعضها يتصل بصلاحيات الوزراء وبعضها يذهب إلى أبعد
من ذلك، من دون وضوح السياق والتوقيت.
وأخيراً رسا حوار حزب الله تيار المستقبل على موعد الثلاثاء 14 نيسان
المقبل، بعدما تمّ التسويف في تحديده، على خلفية حرب البيانات التي اشتعلت بينهما.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري «أنّ الحوار قائم ودائم لتحقيق كلّ ما هو في مصلحة
لبنان وبإصرار من الطرفين والجلسة المقبلة كانت وهي باقية بعد العطلة مباشرة».
موقف دولي داعم للحوار
وتؤكد مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» «أنّ حزب الله متمسك
بالحوار، وأنّ هناك موقفاً دولياً داعماً لهذا الحوار، عبّر عنه كلّ من الموفد
الفرنسي فرنسوا جيرو في زيارته الأخيرة للبنان حيث شدّد على ضرورة الحوار، ونائب
وزير الخارجية الأميركية طوني بلينكن في زيارته الأسبوع الماضي». وتشير المصادر
إلى «الموقف التقليدي للولايات المتحدة في دعمها الحوار، فهي التي ضغطت على
السعودية وتيار المستقبل». واعتبرت المصادر «أنّ انسحاب «المستقبل» من الحوار
سيضعه في موقف حرج»، مشيرة إلى «أنّ المواقف والتصريحات المتناقضة بين حزب الله
وتيار المستقبل، تعكس خلافاً جدياً تجاه الملفات المختلف عليها، لكنها لن توقف
الحوار».
«المستقبل»: لن ننسحب
وأكدت مصادر بارزة في تيار المستقبل لـ«البناء» «أن الحوار ضرورة
وطنية لتهدئة الأوضاع وتخفيض مستوى الاحتقان، ومستمرون فيه لا قرار بتأجيله، مشيرة
إلى «أنّ الكلام عن اتجاه «المستقبل» إلى الانسحاب من الحوار غير دقيق، فأيّ موقف
رسمي لم يصدر من «التيار» في هذا الشأن».
ولفتت إلى «أنّ السجالات الإعلامية تؤكد «أنّ هناك تبايناً
استراتيجياً بين حزب الله و«المستقبل»، في الملف اليمني، وفي كلّ ملفات المنطقة».
وشدّدت على «أنّ هذه التصريحات المتبادلة هي تصريحات سياسية، وضمن التأكيد على
استمرار الحوار الذي يصرّ عليه الجميع».
ولفتت مصادر «المستقبل» إلى «أنّ طبيعة الحوار لا تلغي التباين في
وجهات النظر ولا تسقط وجهة نظر فريق على الآخر، فهي تهدف إلى الوصول لمساحات
مشتركة وإنضاج تسوية تنهي الفراغ الرئاسي».
وأكدت المصادر موقف تيار المستقبل الواضح بضرورة إبعاد لبنان عن
التطورات في سورية والنار الإقليمية والعودة إلى الداخل، والنأي بلبنان عن الزلازل
المحيطة به».
وفي سياق آخر، دعا رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في
تغريدة عبر «تويتر» إلى إجراء تعديلات على الطائف لا تجعل من الوزير يتحكم
بالإدارة، لكن من دون المسّ بجوهر الاتفاق. ولفت إلى «أنّ الطائف كان تسوية سياسية
أتاح للحزبية على شتى التلاوين الإمساك بالإدارة على حساب الكفاءة.
… و«المستقبل» لا يمانع
وتعليقاً على تغريدة جنبلاط، أكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد
الحجار لـ«البناء» «أنّ كلام جنبلاط لا يستفزّ الطائفة السنية»، وأشار الحجار إلى
«أنّ جنبلاط ربما قصد بكلامه الصلاحيات المعطاة للأحزاب في التأثير على عمل
الإدارات في الدولة، خصوصاً عبر صلاحية الوزراء الذين ينتمون في غالبيتهم إلى
أحزاب سياسية لا سيما في ظلّ ما يحصل في الجامعة اللبنانية ووزارات أخرى».
وإذ أشار إلى «أنّ تيار المستقبل يختلف مع العماد ميشال عون في رؤيته
لاتفاق الطائف»، أكد الحجار «أن لا شيء منزل وكلّ الاتفاقات المعقودة هي من صنع
البشر ويمكن تغييرها أو تعديلها، وبالتالي أنّ اتفاق الطائف أتى كحلّ بعد حرب
أهلية عصفت بلبنان ولم ينفذ، ونحن لا نمانع إعادة النظر فيه أو تعديله شرط تطبيقه
بالكامل».
التعديلات بديل عن إعادة نظر جذرية بالنظام
وأكد النائب الأسبق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي لـ«البناء» أن
التعديلات في الطائف هي البديل عن إعادة نظر جذرية بالنظام»، لافتاً إلى «أنّ رؤية
جنبلاط استباقية للحؤول دون الذهاب إلى مواقع متقدّمة في رفض الصيغة الدستورية
القائمة». واعتبر «أنّ وجهة نظر جنبلاط يجب أن يتلقفها من يعتقد أنه يتمسّك
بامتيازات قائمة وواهية، حتى لا تتحوّل هذه الامتيازات إلى سبب من أسباب تفجير
الصيغة برمتها».
أمنياً، بوشرت التحقيقات مع الموقوف خالد حبلص في فرع المعلومات في
بيروت. وتبيّن أنه عمد إلى تغيير شكله حيث بدا حليق الذقن واكتسب وزناً ما سمح له
بالتجوّل براحة إلى حدّ ما. وعلم «أنّ حبلص صرّح باسم غير اسمه بعد توقيفه لتضليل
القوى الأمنية، إلا أنه عاد واعترف بهويته الحقيقية بعد مواجهته بالوثائق، كما
كانت في حوزته أوراق ثبوتية مزوّرة». وأشارت المعلومات إلى أنّ حبلص كان يقيم في
شقة في الكورة منذ أشهر، ويتنقل بحذر، وقد داهمت القوى الأمنية المنزل المذكور
أمس.
توقيف حبلص جنّب لبنان مخاطر أمنية
وأشارت مصادر أمنية لـ«البناء» إلى «أنّ مديرية المخابرات في الجيش
كانت تتعقب حبلص منذ أكثر من شهرين». ولفتت إلى «أنّ توقيف حبلص يعتبر مفتاحاً
مهماً جداً لمعرفة طرق تنفيذ العمليات الإجرامية السابقة لا سيما أنه لعب دوراً في
معارك طرابلس وفي الاشتباكات التي اندلعت مع الجيش، والعمليات المستقبلية
القريبة»، مؤكدة «أنّ توقيفه جنّب لبنان مخاطر أمنية».
وإذا لفتت المصادر إلى «أنّ حبلص يُعدّ أخطر من الإرهابي أسامة
منصور»، اعتبرت «أنّ خطورة منصور تكمن في كونه حلقة وصل بين العناصر القيادية في
جبهة النصرة، في حين أنّ حبلص يعتبر قيادياً ميدانياً والتحقيقات معه ستطول نظراً
لما يحمله من معلومات هامة وستتركز على المخطط الذي كان يحضّر له مع منصور
وإرهابيين آخرين». ولفتت المصادر إلى «أنّ العملية الأمنية التي نفذت تعتبر من
العمليات النوعية التي وقعت على رأس الإرهابيين».
وكانت مدينة طرابلس قد شهدت أجواء من الحذر بعد انتشار خبر مقتل
أسامة منصور وأحمد الناظر، حيث عمدت عائلته إلى النزول إلى الشارع، في محاولة
لتوتير الأجواء، إلا أنّ الجيش تمكن من إعادة الوضع إلى طبيعته، حيث سيّر الجيش
دوريات مؤللة على طول الطريق الدولي من نقطة المئتين حتى البداوي شمالاً، ونفذ
انتشاراً في مختلف شوارع المدينة التي سرعان ما سيطر عليها الهدوء التام.
المشنوق لن يترك أيّ متهم
وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق «أننا لن نترك أيّ متهم أو مطلوب
للقضاء لا في البقاع ولا في الجنوب ولا في الضاحية ومهما كانت طائفته»، مطالباً
هيئة علماء المسلمين بأن يتبيّنوا قبل إصدار بيانات معلوماتها غير دقيقة». وأوضح
المشنوق خلال زيارته جريحي فرع المعلومات في مستشفى الروم واللذين أصيبا بجروح
بليغة خلال عملية إلقاء القبض على حبلص، «أنّ الإرهاب لا طائفة له ولا دين ولا
دولة، لافتاً إلى «أنّ فرع المعلومات اضطر إلى الردّ على حبلص بعد إطلاق النار على
عناصرها».
قتلى للمسلحين في القلمون وجرود عرسال
وسقط عدد من القتلى والجرحى للمسلحين في استهداف الجيش السوري
لتجمّعاتهم في جرود عسال الورد في القلمون ومنطقة الرهوة في جرود عرسال بالقصف
المدفعي والصواريخ الموجهة."
اللواء
«عملية حبلص - منصور»: خطّة طرابلس الأمنية صامدة
برّي يتلقى تأكيدات من المستقبل وحزب الله
باستمرار الحوار .. وجنبلاط للعودة إلى تجربة شهاب ومجلس الخ
وكتبت صحيفة "اللواء" تقول "أدت الإجراءات المدروسة لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، والانتشار الدقيق لعناصر الجيش اللبناني في باب التبانة، إلى الحؤول دون حصول أية تداعيات، لا سياسية ولا ميدانية للعملية الأمنية الناجحة التي نفذتها عناصر من شعبة المعلومات وادت إلى اعتقال الشيخ خالد حبلص المطلوب بأكثر من مذكرة توقيف بعد المعارك التي خاضها مع الجيش اللبناني على رأس مجموعة مسلحة في منطقة بحنين - المنية قبل ان يتمكن من الفرار.
وكشف مصدر أمني ان قوى الأمن التي تمكنت من نصب كمين بعد رصد
ومعلومات متقاطعة لتحركات عدد من المطلوبين وسط مدينة طرابلس، حيث جرى اعتراضهم
ليلاً، وهم داخل سيارتين، وحصل تبادل لاطلاق النار أسفر عن مقتل كل من اسامة
منصور، الذي كان في حوزته حزام ناسف ورفيقه أحمد الناظر اللذين كانا في إحدى
السيارتين، في حين تمّ توقيف حبلص الذي اصيب بجروح طفيفة مع مرافقه أمير الكردي
اللذين كان يستقلان السيّارة الثانية.
وغداة العملية، كشف مصدر أمني آخر، ان قوى الجيش نفذت انتشاراً
كثيفاً فجر أمس في منطقة باب التبانة، وسيرت دوريات راجلة ومؤللة في المدينة
تحسباً لأي انتشار مسلح بعد تنفيذ العملية، وخشية من ردود الفعل من أنصار هؤلاء ضد
القوى الأمنية.
وكان عدد من الأشخاص بينهم زوجة منصور ونسوة أخريات خرجن إلى الشارع
في التبانة وقمن برشق عناصر الجيش بالحجارة مما اضطر الجنود إلى إطلاق النار في
الهواء لتفريق المتظاهرين.
وادت الاشتباكات مع سيارتي المطلوبين حبلص ومنصور إلى إصابة عنصرين
من قوى الأمن الداخلي بجروح خطيرة، نقلاً إلى مستشفى الروم في بيروت حيث عادهما
وزير الداخلية نهاد المشنوق.
وفيما سألت «هيئة العلماء المسلمين» لماذا تنجح القوى الأمنية في
توقيف مطلوبين ينتمون إلى مذهب محدد فقط؟ معلنة انها «تدعم توقيف الارهابيين
والمطلوبين على كافة الأراضي اللبنانية»، غرد الناطق الإعلامي باسم كتائب عبد الله
عزام المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الشيخ سراج الدين زريقات، على حسابه على «تويتر»
معتبراً ان الإرهاب هو إرهاب حزب إيران، متوعداً المعلومات والجيش، خاتماً «ان
غداً لناظره قريب».
إلا ان الوزير المشنوق أكّد ان لا تهاون مع الإرهاب الذي لا طائفة له
ولا دين، وأن الدولة لن تترك متهماً أو مطلوباً للقضاء الا وستعتقله، ورفض السجال
مع هيئة العلماء، مؤكداً ان الدولة كانت في حالة الدفاع عن النفس.
الحوار
سياسياً، سارع الرئيس نبيه برّي إلى احتواء أية تأويلات لما نسب إليه
من انه بدأ يخشى على الحوار، مؤكداً في بيان صدر عن مكتبه ان «الحوار قائم ودائم
لتحقيق كل ما هو في مصلحة لبنان».
وجزم ان «الجلسة المقبلة، وباصرار من الطرفين باقية في موعدها
الثلاثاء في 14 نيسان ولم يطرأ أي تغيير عليها».
وأكّد مصدر متابع، ان المشاورات التي سبقت البيان، والتي كان محورها
الرئيس برّي شخصياً، تركزت على ان «الحفاظ على استقرار لبنان لا يكون إلا باستمرار
الحوار بصرف النظر عن الاعتبارات التي أدّت إلى التراشق السياسي بين قيادتي
«المستقبل» و«حزب الله».
ونقل الفريقان للرئيس بري تأكيداً بأنه سبق أن اتفقا في الحوار على
حق كل فريق في أن يتخذ الموقف السياسي الذي يناسبه، من دون أن يخرج هذا الموقف عن
التجريح الذي يثير عمليات الشجون عند الناس، على حد تعبير عضو فريق «المستقبل» في
الحوار النائب سمير الجسر الذي رأ ى أنه كان من الصعب جداً على الرئيس سعد الحريري
عدم الرد على الكلام الأخير للأمين العام «لحزب الله» السيّد حسن نصر الله، عبر
«الإخبارية السورية» والذي نقله تلفزيون لبنان، مشدداً على أن المملكة العربية
السعودية ليست كأي دولة بالنسبة الى لبنان، وجحود كبير أن يجري التعاطي معها وأن
توصف بما وصفت به أو اتهامها بهذه الأمور .
ومن جهته، استبعد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجّار
لـ«اللواء» تعليق أو وقف جلسات الحوار، ملاحظاً أن الهجوم غير المسبوق الذي شنّه
نصر الله على كل ما هو عربي وعروبي وإعلانه التفاني الكامل في إطار الولاء لإيران
في المعركة الحاصلة في اليمن أضيف إلى نقاط الاختلاف الموجودة بين الفريقين،
واصفاً إياها «بنقطة الخلاف الجوهرية».
وإذ أعلن الحجّار أن تيار المستقبل ما زال مصراً على استكمال الحوار،
أكد أن ما يقوم به حزب الله يخلق المشاكل ويزيد التشنج، داعياً إياه إلى تحمل
المسؤولية.
على أن قيادة تيار «المستقبل» لم تترك ردّ رئيس كتلة «الوفاء
للمقاومة» النائب محمد رعد على ردّ الرئيس الحريري على نصر الله، من دون ردّ منها،
حيث فنّد الأمين العام للتيار الأزرق أحمد الحريري ما وصفه مغالطات رعد، ملاحظاً
أن الأمر الصحيح والوحيد في رده، هو تأكيده وجود تباين واضح واستراتيجي ومنهجي بين
الحزب والتيار، وهو تباين لا يتوقف عند حدود الحدث اليمني، بل يسبقه ويتعداه الى
قضايا سبق للرئيس الحريري أن حددها في ذكرى 14 شباط، وفيها على سبيل إنعاش
الذاكرة، قضية الاستقواء بالسلاح على الدولة واللبنانيين، وقضية اغتيال الرئيس
الشهيد رفيق الحريري وقضية الخروج على الإجماع الوطني والذهاب الى نصرة بشار الأسد
في حروبه ضد شعبه، وقضية زج أنف لبنان في الصراعات الإقليمية في العراق واليمن
والبحرين وسواها.
جنبلاط
في هذا الوقت، برز موقف لافت لرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد
جنبلاط دعا فيه إلى تعديل الطائف من دون المس بجوهره، كي لا يبقي لبنان بلد الفرص
الضائعة، في إشارة إلى «البند الثغرة» الذي جعل من الوزير متحكماً بالإدارة
ومتسلّطاً عليها على حساب الكفاءة، لافتاً الى أن الوزير اليوم في عهد الطائف
تعيين سياسي، لذا يجب الحفاظ على الإدارة كجسم مهني محترف، مثلما كان الأمر في
العهد الشهابي، حيث كانت الإدارة شبه مفصولة عن السياسة، إلا من بعض المناصب
الأمنية، وكان مجلس الخدمة المدنية الحصانة للإدارة أيام الشيخ فريد دحداح.
وأضاف جنبلاط في تغريدته على «تويتر»: «لست خبيراً بأسعار النفط
وتقلباته، لكن السعر اليوم منخفض نسبياً، وهو أمر إيجابي للخزينة اللبنانية ويخفف
من نسبة العجز، فلماذا لا نستفيد من هذه الفرصة ونشرع في بناء المحطات الكهربائية
المطلوبة لتلبية حاجات المواطن والمناطق والخلاص من التقنين وتسلط المولدات الخاصة
وبذلك تعود مصلحة كهرباء لبنان إلى سابق عهدها المجيد أيام بديع لحود وفؤاد البزري
وغيرهم؟»."
المستقبل
المشنوق يشيد بـ «أبطال الشعبة» ومصدر أمني يدعو «العلماء» إلى عدم مجافاة الحقيقة
صيد جديد في قبضة «المعلومات»
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة المستقبل تقول " بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على العملية النوعية التي نفذتها القوة الضاربة في شعبة المعلومات وأسفرت عن توقيف المطلوب للقضاء خالد حبلص وأحد عناصر خليته الإرهابية أمير الكردي بالإضافة إلى مقتل المطلوب أسامة منصور ومرافقه أحمد الناظر خلال تبادلهما إطلاق النار مع القوة الأمنية في شارع المئتين في محلة باب الرمل في طرابلس، نجحت «المعلومات» في إحراز صيد أمني جديد يُضاف إلى سجلّ إنجازاتها النوعية. إذ كشف مرجع أمني لـ«المستقبل» أنّه غداة اعتقال كل من حبلص والكردي نجحت الشعبة بعد ظهر أمس في توقيف «مطلوب ثالث ينتمي إلى مجموعة أسامة منصور»، لافتاً إلى أنّ هذه المجموعة توالي تنظيم «جبهة النصرة» بينما خلية حبلص تتبع في ولائها إلى تنظيم «داعش».
وعن عملية «المئتين»، أوضح المرجع الأمني أنّ شعبة المعلومات، منذ ما
قبل اندلاع معركة طرابلس الأخيرة التي فككت المربعات الإرهابية في طرابلس، كانت قد
أطلقت عملية رصد ومراقبة لتحركات حبلص أثناء تواجده في المنية بحنين، وإثر فراره
من المنطقة بعدما أحكم الجيش الطوق العسكري على مربعه الأمني واصلت الشعبة عمليات
تعقب تحركات حبلص عبر الوسائل الأمنية التقنية وتمكنت في الفترة الأخيرة من تحديد
نطاق وجوده الجغرافي داخل طرابلس من دون كشف مكان تواريه بالضبط. وما حصل ليل
الخميس أتى نتيجة كشف المراقبة التقنية عن لقاء محدد يعتزم المطلوب حبلص عقده مع
عناصر إرهابية أخرى لم تتضح هويتهم، وعلى الفور توجهت قوة من المعلومات للإطباق
على حبلص ومن معه في الموعد المحدد فنجحت في توقيفه مع مرافقه داخل سيارة «كيا
بيكانتو» بعد تعرض الدورية لإطلاق نار من سيارة «أوبل» كان على متنها كل من منصور
والناظر اللذين قتلا خلال تبادل النيران إضافة إلى إصابة عنصرين من دورية
المعلومات. مع الإشارة إلى أنّ بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لفت إلى
أنّ منصور هو من بادر بدايةً إلى استهداف القوة الأمنية وتبيّن لاحقاً أن بحوزته
حزاماً ناسفاً عمل الخبير العسكري على تفكيكه.
المشنوق يشيد بـ «الأبطال»
وأمس عاد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق العنصرين المصابين من
«المعلومات» في مستشفى الروم في الأشرفية حيث توجّه في معرض إشادته بأبطال الشعبة
بالقول لهم: «أنتم تمثلون كل اللبنانيين ونحن فخورون بكم (...) من قاومتموهم هم
الكافرون بكل الأديان وبالدولة وبأمن واستقرار كل اللبنانيين». ثم انتقل المشنوق
لاحقاً إلى مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حيث هنأ قيادتها وضباطها
وأفرادها على الإنجاز الذي تحقق في طرابلس.
إلى «هيئة العلماء»: لا تجافوا الحقيقة
وبينما ردّ وزير الداخلية على البيان الذي أصدرته «هيئة العلماء
المسلمين» احتجاجاً على مقتل المطلوبين منصور والناظر، بالطلب من القيّمين على
الهيئة «أن يتبيّنوا قبل إصدار أي بيان معلوماته غير دقيقة»، مشدداً في هذا المجال
على أنّ «الأبطال في شعبة المعلومات لم يطلقوا النار (خلال عملية المئتين) إلا
بعدما تعرضوا لإطلاق النيران» من قبل المطلوبين بدليل وجود الجريحين من الشعبة في
المستشفى، علّق مصدر أمني رفيع على بيان «الهيئة» داعياً إياها إلى «إعادة النظر
في مضمون بيانها وعدم مجافاة الحقيقة»، مؤكداً أنّ «من بادر إلى إطلاق نار على
دورية المعلومات ليل الخميس - الجمعة هما أسامة منصور ومرافقه، ولم تردّ الدورية
بالنار إلا بعد إصابة اثنين من عناصرها».
وفي سياق دعوته هيئة العلماء إلى «تنشيط الذاكرة» رداً على مطالبتها
«بعدم الكيل بمكيالين في ملاحقة المطلوبين»، ذكّرها المصدر الأمني بالإنجازات التي
حققتها شعبة المعلومات «على مستوى كافة الأراضي اللبنانية»، مشيراً في هذا المجال
إلى أن الشعبة هي من وضع المداميك الأساسية في كشف قتلة الرئيس الشهيد رفيق
الحريري ورفاقه، وساعدت في كشف هوية محمود الحايك الذي حاول اغتيال الوزير بطرس
حرب، وكشفت هويّة من فجّر مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، وقبلها كان لها اليد
الطولى في توقيف ميشال سماحة ومنعه من إشعال نيران الفتنة من أقصى لبنان إلى
أقصاه، عدا عن توقيفها مشغّل موقع «أحرار السنة في بعلبك» الفتنوي الذي تبيّن
لاحقاً أنّه عنصر من «حزب الله»، فضلاً عن توقيفات أخرى طالت خلية بعثية تعمل
لصالح المخابرات السورية في البقاع والشمال كانت تخطف معارضين سوريين وتسلمّهم إلى
نظام الأسد، كما يجب ألا يسهى عن بال «الهيئة» كشْف شعبة المعلومات عشرات شبكات
العملاء لإسرائيل على الساحة الوطنية.
وختم المصدر الأمني الرفيع بدعوة «هيئة العلماء المسلمين» إلى أن
تنظر للأمور «بعيون الحقيقة كما هي»، لافتاً انتباهها إلى أنّ «المعلومات قدّمت
رئيسها ابن الشمال وكل لبنان اللواء الشهيد وسام الحسن وقبله الرائد وسام عيد ابن
الشمال أيضاً فضلاً عن سائر شهداء المعلومات الآخرين على طريق سيادة الدولة
اللبنانية»."
0 comments: