Wednesday, June 3, 2020

“قيصر”.. يُهدّد التحالفات ويُنعش الطموحات

“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني

دخلَ قانون “قيصر” الأميركي الموجّه ضد النظام السوري وحلفائه مطلع الاسبوع الماضي حيّز التنفيذ، بعد التصويت عليه داخل الكونغرس الأميركي بأغلبية ساحقة. وإلى جانب العقوبات الإقتصادية التي يحملها القانون على النظام السوري وداعميه، بدأت إنعكاساته تظهر على المسرح اللبناني من بوّابة القرارات التي يُمكن أن تطال “حزب الله”، والتي كان افتتح موسمها “التيّار الوطني الحر” بمواقف وصلت إلى حد التنصّل من الحلفاء.

اللعبةُ في المنطقة عموماً كبيرة تصل إلى حدّ تهديد دول وعروش أنظمة، وقد تصل شرارتها إلى الإطاحة بتحالفاتٍ تمتد من سوريا إلى لبنان، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدو أنه عازم على تصفية الحسابات قبل أن يُداهمه الوقت ويُصبح خارج اللعبة.

باكراً، حطّت مفاعيل “قانون قيصر” رحالها على الأراضي السوريّة وراحت تنشر خارطة الطريق التي يجب السير بها مع الإرشادات الضروريّة لضمان صحّة التطبيق وطريقة العمل.

ولعلّ التقارب الروسي ـ الأميركي المُفاجئ أو بالأحرى الإذعان الروسي للتهديدات الأميركية والذي تُرجم أخيراً بتبديلات ومناقلات واسعة أجراه الطرف الروسي داخل الجيش السوري وقيادته، كان أبرز الدلائل على أن الأمور ذاهبة نحو مسار جديد في التبدّل بالتحالفات المبنيّة على المصالح المتبادلة، خصوصاً بين الروس والإيرانيين.

قرأ الإيراني بتأنٍ وإمعان ما يُمكن أن تحمله معها رياح الأيّام المُقبلة إلى سوريا. راقب كميّة التبديلات داخل الجيش السوري التي نفّذها الروس والتي أدّت إلى إستبعاد ضبّاط كبار من الطائفتين العلويّة والشيعيّة عن مراكز القرار والقوّة من جهة، وإلى إيقاف عمليات مد “الفرقة الرابعة” التي يرأسها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، بالسلاح النوعي وتحديداً الجوي. فكانت الرسالة إلى الحلفاء في لبنان وتحديداً “حزب الله”، بضرورة التنبّه واتخذا كافة الإحتياطات اللازمة، لإبعاد شبح الإنقسام مع الحلفاء مهما بلغت حدّة المواجهات.

الرسالة الإيرانية وصلت إلى “حزب الله” في لبنان حتّى قبل صدور “قانون قيصر”، على الرغم من أن “الحزب” كان استعد لهذه اللحظة منذ أن راح حلفاؤه يتنصّلون من سلاح سبق أن أمنّوا له الغطاء الشرعي والطائفي، تحت حجّة مواجهة الخطر الإسرائيلي، فكان عامل التهدئة بمثابة خيط الذي دعا “حزب الله” للتمسّك به حتّى ولو كانت الردود أحياناً خارج المألوف، كما ألمح السيد حسن نصرالله.

اليوم يسعى “حزب الله” إلى مُحاصرة مفاعيل “قانون قيصر” في لبنان من خلال ممارسته “التقيّة” السياسية تحديداً مع “البرتقالي” الذي يبدو أنه في أتم الإستعداد للتخلّي عن أي حلف أو شراكة تجمعه مع “الحزب” في سبيل إبعاد المقصلة الأميركية عن رقبته. وهنا يبدو أن “الحزب” سيضطر أن يتحمّل حليفه إلى أقصى الحدود، وقد يذهب معه مُرغماً لإقامة تسويّات سياسية، سبق أن وضعها في خانة “المُحرّمات”.

على ضفّة الحكومة اللبنانية، فإن الوضع لا يُبشّر بالخير خصوصاً وأن الرسائل الخارجية وتحديداً الأميركيّة، تصل تباعاً إلى قادة ووزراء “البرتقالي” الذين باتوا حريصون على الحكومة نفسها، اكثر من الرئيس حسّان دياب. ولعل أولى الإختبارات الحكوميّة في تطبيق ما يتوجّب عليها في بنود “قانون قيصر”، تتمثّل بمدى موافقتها أو قبولها، بعزل “حزب الله” سياسيًّا، كمقدمة لمحاصرته عسكرياً.

والسؤال الأبرز الذي يُطرح على طاولة البحث اليوم، يتعلّق بمدى طموح رئيس “التيّار الوطني الحر” جبران باسيل الرئاسي وقدرته على فكّ التحالف مع “حزب الله”، على غرار الخطوة التي أقدم عليها الروس في سوريا، خصوصاً وأن باسيل سبق أن سوّق لنفسه كرئيس مُقبل، خلال مرافقته رئيس الجمهورية ميشال عون إلى روسيا في آذار العام الماضي.



from وكالة نيوز https://ift.tt/3gQPpnA
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل