Tuesday, December 17, 2019

24 ساعة مفصلية للتكليف… حظوظ التأجيل ترتفع وحظوظ الحريري مرهونة بالاتصالات

أربع وعشرون ساعة تفصلنا عن موعد الاستشارات النيابية الجديدة المزمع عقدها غداً  في القصر الجمهوري في بعبدا، على وقع انعدام الاتصالات بين جميع الفرقاء، باستثناء الاجتماع الذي عقد بين الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري.

وبانتظار ما ستحمله الساعات القليلة المقبلة، من اتصالات مكثفة للحؤول دون الوصول الى تأجيل ثالث للاستشارات، وهو أمر مرجح، تتجه الأنظار الى ما سيقوم به الرئيس الحريري، من اتصالات ولقاءات تؤمن اجراء الموعد الثالث من الاستشارات من دون عوائق.

لقاء بري – الحريري
اذاً، شكّل اللقاء الذي عقد ما بين الرئيسين بري والحريري، دخولاً للرئيس بري بقوة على خط “تدوير الزوايا” في عملية التكليف، من خلال تفويضه السعي إلى إيجاد أرضية مشتركة بين قصر بعبدا وبيت الوسط بتفويض ومؤازرة من “حزب الله”، تمهيداً لتمرير استحقاق الخميس بأقل الأضرار الممكنة… و”إذا ما الخميس الاثنين” حسبما عبّرت مصادر مواكبة لهذه المساعي، في إشارة إلى احتمال اتخاذ قرار بإرجاء جديد للاستشارات ريثما “تستوي طبخة المشاورات الجارية”، موضحةً لـ”نداء الوطن” أنّ رئيس الجمهورية يبدو مصراً على إجراء الاستشارات في موعدها غداً، لكنّ “إمكانية إحداث خرق إيجابي في المشهد ليست مستبعدة إذا ما أعطيت جهود بري فرصة زمنية قصيرة لبلورة التقاطعات الحكومية المنشودة”.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”النهار” أن لقاء عين التينة أظهر أن الرئيس بري لا يزال على رغم كل التداعيات التي واكبت إرجاء الاستشارات والسجالات التي نشأت بسبب هذا الإرجاء، مؤيّداً لتكليف الرئيس الحريري تأليف الحكومة من المنطلقات نفسها التي دفعته من الأساس الى تأييده في ظل وضع البلاد والعلاقات الدولية التي يتمتع بها. كما أن الرئيس الحريري نفسه لم يوح الى الرئيس بري بأنه طوى صفحة القبول بتكليفه على رغم ما تردّد عن اتجاهه الى إعلان عزوفه عن التكليف والدعوة الى تكليف سواه قبل إجراء الاستشارات غداً. وأوضحت المصادر أن النقاش بين بري والحريري تناول الموضوع الميثاقي وأن لا مشكلة لدى الحريري إذا نال تصويت 19 نائباً مسيحياً إذ أن الرئيس نجيب ميقاتي نال تصويت عدد ضئيل من النواب السنة عام 2012 ولم يشكل ذلك انتقاصاً من الميثاقية.

وفيما امتنعت أوساط الرئيسين عن الغوص في أية معلومات إضافية، كشفت مصادر متابعة لـ “اللواء” المعلومات التالية:

1 – طرحت في الاجتماع خيارات الحكومة الممكنة..

2- اقترح الرئيس برّي ان تتألف الحكومة من شخصيات تجمع بين التكنوقراط والسياسيين المقربين من التيارات والكتل السياسية والنيابية.

3 – قالت المعلومات أيضاً ان صيغ طرحت بأن تتألف الحكومة من 14 وزيراً تكنوقراط على ان يضاف إليهم 4 من الوزراء التكنوقراط المسمين من الكتل الحزبية بحيث يرتفع العدد إلى 18 وزيراً.

4 – ذكرت المعلومات ان الرئيس برّي عرض بأن تبقى الاستشارات في موعدها غداً، على ان يُشارك فيها الرئيس الحريري ويسعى إلى التفاهم مع رئيس الجمهورية لهذه الغاية.

5 – ولهذه الغاية، أجرى الرئيس برّي اتصالاً بالرئيس عون.

لكن مصادر أخرى، توقفت عند ما اسمته تسريب  من اجواء عن  لقاء الرئيسين بري والحريري، وذكرت ان الرئيس الحريري لا يزال مرشحا جديا كما سربت اجواء اخرى  عن احتمال تأجيل الاستشارات النيابية المقررة غدا  الخميس لكن اللواء علمت من مصادر مطلعة ان القصر الجمهوري ليس في جو ان الرئيس الحريري هو المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة بمعنى ان قدر لبنان ان يكون رئيس حكومة البلد كما ان القصر ليس في جو تأجيل الاستشارات على الاطلاق انما في جو اجراء الاستشارات في موعدها. وذكرت مصادر مقربة من القصر ان  ما من شيء تبدل لجهة المهلة التي منحها الرئيس عون لاجراء المشاورات  بعدما استجاب لتمني الحريري في تأجيل الاستشارات مع العلم ان الاخير تمنى ان يكون التأجيل حتى الأسبوع المقبل .

الى ذلك فهم من مصادر تكتل لبنان القوي ان اي اجتماع للتكتل لم يعقد كي يبدل من مواقفه السابقة .

وقالت مصادر نيابية انه كلما اقترب الموعد من الخميس كلما اتضحت الصورة في ما خص مشهد الاستشارات وبروز معطيات وتمنيات ربما او حتى قرارات مصيرية مع ترقب حركة الشارع في الوقت نفسه.

وافادت مصادر كتلة نيابية كبيرة ان اي قرار لم يتخذ بعد بانتظار انتهاء الاتصالات التي يفترص ان يقوم بها الرئيسان بري والحريري، وان الاجواء ستتبلور مساء اليوم، فإذا كانت الاجواء ايجابية وانتهت الى توافق تجري الاستشارات الخميس، واذا احتاجت مزيدا من التشاور قد يتم ارجاءها بطلب من رئيسي المجلس والحكومة  المستقيل اياماً قليلة.

وتوقعت المصادر أن تتبلور الأمور بوضوح أكبر في الساعات المقبلة سواء بالنسبة الى تكليف الحريري أو امكان الاتجاه الى بلورة بدائل، علماً أن ثمّة من تحدث عن أسماء طرحت في الكواليس في الساعات الأخيرة ولم يجر تظهيرها بقوة خشية “حرقها” في انتظار اتضاح الموقف الحاسم للرئيس الحريري سلباً أو ايجاباً من تكليفه. وبينما ذكر أن ثمة إحتمالاً لإرجاء ثالث للاستشارات، أفادت الأوساط المعنية أن أي معطيات لم تظهر بعد في شأن الإرجاء ويفترض رصد التطورات في الساعات المقبلة.

وسط هذه الأجواء، أشارت المصادر إلى أن النقاشات على هامش اجتماع عين التينة، تطرقت إلى ملف تعويم الحكومة المستقيلة.

عون مصر على الاستشارات
في الموازاة، اوضحت المصادر لصحيفة “اللواء” ان الرئيس ميشال عون مصرّ على الانتهاء من الاستشارات النيابية الخميس، لكنه لم يعد محرجا من التأجيل طالما ان الحريري نفسه يطلبه وبالتالي لم يعد متهما بمخالفة الدستور كما قيل على لسان بعض القوى السياسية.

ولكن المصادر تساءلت: هل بقيت مصلحة للرئيس عون و”التيار الوطني الحر وحزب الله” في تكليف الحريري طالما انه متمسك بشروطه بتشكيل حكومة اختصاصيين وانه يعتمد نفس السياسات الاقتصادية والمالية؟ وهل يعود عن موقفه ويعيد حساباته السياسية ويجدد اتصالاته بالتيار الحر لضمان الحصول على اصوات نوابه؟ فيتمثل التيار بدل “القوات اللبنانية” في الحكومة الى  جانب “حزب الله” و”حركة امل” و”المستقبل”؟

وقالت المصادر اذا اعتذر الحريري عن قبول التكليف بسبب صعوبة تراجعه عن موقفه وتم تكليف شخص آخر يقترحه الحريري تكون بداية الازمة قد انفرجت، بحيث تتمثل القوى السياسية الاساسية في الحكومة مع الوزراء الاختصاصيين. لكن اذا وافق الحريري على التكليف ستكون مفاوضات التأليف  مختلفة عما طرحه من شروط، إذ انه سيحاول إشراك  “القوات” الى جانب حليفه الحزب التقدمي الاشتراكي، فهل تقبل “القوات”؟

الحريري عند مفترق طرق
لم تتوقف الاتصالات منذ نهار الثلاثاء بين مختلف الأفرقاء، للوصول الى تفاهم، نتيجة وقوف الحريري على مُفترق طُرق: إما العودة الكاملة الى خطّ ما يُسمى 14 آذار للحصول على أصوات نواب القوات. وإما الخروج من المشهد نهائياً (وهو ما لا يستسيغه فريق 8 آذار)، أو التراجع خطوة إلى الوراء في ما يتعلق بشكل الحكومة والشروط التي سبَق أن رفعها، علّ هذا الأمر ينجَح في إحداث خرق ما. حتى ساعات الليل المتأخرة يومَ أمس، لم يُسجّل أي تقدّم. لكن المرجح أن لا تكون الاستشارات الثالثة “ثابتة” مع إصرار الحريري على “نِصاب ميثاقي”، دفعه الى استئناف حركته السياسية.

وكشفت مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي لـ”نداء الوطن” أنّ الساعات الـ24 المقبلة ستكون بالغة الحسم والدقة، في محاولة إيجاد مخرج لمعضلة “التصويت المسيحي” وهذا ما يسعى بري للعمل عليه على أكثر من خط وجبهة، وفي طليعتها محاولة إقناع “التيار الوطني الحر” بضرورة منح تكليف الحريري أصوات “التيار” لاعتبارات ميثاقية، وإن لم يكن بكامل عدد نوابه فبجزء مقبول منهم، مشيرةً إلى أنّه مع عودة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل من جنيف ستتضح الأمور أكثر اليوم لتبيان توجهاته وكيفية تعاطيه مع مساعي رئيس المجلس النيابي، الهادفة إلى تعبيد الطريق أمام التكليف والتأليف بأسرع وقت ممكن تفادياً للأسوأ على مسار ومصير البلد.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/35tm5gZ
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل